محمدو حامد .. أديب ستفهمه الأجيال بعد قرون

أربعاء, 2014-06-18 15:43

لا يمل السامع حديثه، ولا يفهمه المتلقي حتى ولو كان من أذكى الأذكياء، يتحدث إليك بالواثق من نفسه، العالم بتخصصه، يسهب لك في مجال لا يعلمه غيره ولكنك ستعلم أن الرجل عبقري وإن لم يوصل إليك الفكرة، فالعيب فيك أنت أيها السامع وليس في الدكتور الذي يحمل شهادة عليا في "أدب التبراع ولغن واللغات الوطنية".

محمدو حامد ولد الخو المدير العام ل"المعهد الرقمي الوطني للتبراع واللغات الوطنية" يقول إن معهده موجود بمقاطعة "الركيز" يدرّس التلاميذ من الابتدائية إلى الإعدادية فالثانوية، وفي كل مرحلة يخضغ  الطالب لامتحانات مدققة، وتشرف لجنة من الأكادميين على تصحيح الامتحانات حتى يسمح للطالب بالتجاوز إلى المرحلة التي تليها ويحصل على شهادة ستخوله التدريس في المعهد خلال السنوات القادمة.

ولكن مشكلة اللجنة وحتى الأسرة التربوية المشرفة  على المعهد أنها لا تتجاوز شخصا واحدا هو محمدو حامد ولد الخو والسبب أنه لا أحد حتى الآن استطاع أن يستوعب دروس المرحلة الابتدائية فضلا عن مقررات الإعدادية والثانوية والجامعة، ولم يحصل على شهادة عليا في هذا المعهد سوى محمدو حامد ولد الخو أيضا.

 

"المعهد الرقمي" مرخص..

يحمل المعهد ترخيص 045/2008 من وزارة الثقافة وليس وزارة الداخلية التي تصدر التراخيص عادة، لكن مديرنا يصر أن وزارة الثقافة هي الوصية على كل عمل ثقافي، وهي التي قامت بتزكيته. وشهد له أحد مستشاريها أنه عبقري ألمعي مبدع،

وهي شهادة يقول إنه يعتز بها وتكفيه من الشهادات أحرى أن تضاف لها "شهادة دكتوراه" في "المعهد الرقمي" المذكور آنفا. يرى الدكتور محمدو حامد ولد الخو أن المعهد الرقمي المرخص سيقوم بثورة وطفرة في الأدب الشعبي وببتعد عن الكلاكسيكية البائدة وسيقدم جديدا على الأدب الحساني الذي لم يسبق أن تم تدريسه في الجامعات الأكاديمية.

ويسخر محمدو حامد بمن يربط بين "لغن" وبين تخصص المعهد ف"لغن" هو تراث لأمة البيظان، بينما مقررات المعهد هي عبارة عن "ربط لغن" و"ترقيم لغن" وهذا ما لا يفهمه غير الأكادميين الكبار الذين سهروا الأيام والليالي حتى يحصلوا على شهادة جامعية في "المعهد الرقمي"

 

"إعدادية الطلعة" و"ربط التبريعه"..

عناوين لم نستطع فهمها رغم الشرح المتكرر ورغم درس مجاني تطوع به لنا في مقر المؤسسة، فهو يرى أن لكل طلعة "‘إعدادية" ولكل تريعة "رابط رقمي" ويكرر لنا هذه العبارات أكثر من مرة حتى يصل مؤخرا إلى خلاصة تقول إن "الطلعة" من بحر "لبتيتْ التام" وإن الأرقام تثبت ذلك والروابط تثبت ذلك.

أما جامعة الطلعه فهي أمر استعصى علينا فهمه نحن التلاميذ الذين لم ندخل المرحلة الابتدائية في المعهد الرقمي ولم نستطع السؤال أو التدخل في موضوع نقاشها ، فبقينا كالبلداء تماما ومحل سخرية من رجل يتحدث في زمان قبل الاكتشافات بقرون.

يذكر محمدو ولد الخو بنظرياته في "الأدب الرقمي" بكبار المكتشفين أمثال اسحاق نيوتن مكتشف الجاذبية الذي اتهم حينها بالجنون لكن أجيالا لاحقة ستعلم أن الرجل عبقري واكتشافاته كانت مبهرة للعالم أجمع يستفيد من قانون الجاذبية في التكنولوجيا والطيران، فماذا ستقول الأجيال القادمة في مدير المعهد الرقمي محمدو حامد ولد الخو، وهل ستدرس نظرياته في الجامعات الأمريكية بعد قرون؟

 

مختار بابتاح  

 

اقرأ أيضا