استمعت البارحة إلى أحد المفكرين الموريتانيين يحكي كرامة لأحد مشاهير الأولياء الموريتانيين، قال:
كان رحمه الله حين يضطر لحظة عمله في حانوته إلى وضع مسبحته التي لا تفارق يده، يرى الحاضرون السبحة مرتفعة في الهواء، تتساقط حباتها الواحدة تلو الأخرى مسبحة لوحدها !
وعندما سألوه مستغربين، قال لهم إن اللسان يلهج بذكر الله، والقلب هو يحرك السبحة !!
ما شاء الله، قمة الصلاح والورع والتقوى !
وصاحبنا المفكر المثقف صاحب الألف كتاب وكتاب لم يكلف نفسه عناء التحري والتاكد من صحة هذه الخرافة التي لا يخفى تخريفها على صبي عاقل !
أولا: هل هذه الأشياء كالسبحة وغيرها لها إحساس وتفاعل حتى تلهج بذكر الله بدلا عن صاحبها ؟ وهل لنا مثال لذلك في سير الصحابة وتابعيهم بإحسان وهم أفضل مليون مرة من هذا الشيخ ؟
ثانيا: هل من أسس الإسلام البحث عن هذه الكرامات الصوفية ليقال عن صاحبها ولي ورع، ويشهد له الناس بالجنة بعد مماته ؟! وقد يعبدونه في حياته (الطواف بقبور المشايخ والسجود عندها وطلب الغوث منها عبادة لها ولأصحابها من دون الله).
إن التفسير الوحيد لهذه الظاهرة هو دخول الشيطان في اللعبة إما بتواطؤ مع الشيخ الولي أو بغير علمه ليزيده إغواء وضلالا، ويضل الناس به، أما أن تسبح السبحة فقط لأن الشيخ مشغول لمدة خمس دقائق (هل تسبح وهو نائم أو في المرحاض؟) أو تظهر تفاحة من العدم فقط لأن الولي يريد استعراض كراماته على المشاهدين، فإن هذا من الشيطان، هو الذي يعين عليه، والدين ليس لعبا حتى ترقص سبحة في الهواء أو تخرج تفاحة من العدم من أجل إثارة إعجاب الآخرين !
والمسلمون كانوا يبتلون حتى تضيق الأرض بهم ، ثم لا يحصلون إلا على القليل من الكرامات النادرة جدا، أما هؤلاء فقد لعبوا بالدين فلعب بهم الشيطان وبمن اتبعهم من الغافلين ! نسأل الله الهداية لنا ولجميع المسلمين.

من صفحة Sidi Med