الخارجية الصحراوية على مشرط الرئيس، فهل يُصلح الرجل ما أفسده التسول والصفقات؟

ثلاثاء, 2016-12-27 18:37

بعد استكماله زياراته التفقدية الى مختلف نواحي جيش التحرير الشعبي الصحراوي يخلع الرئيس خوذة القائد الاعلى للقوات المسلحة الصحراوية مؤقتا مع نهاية العام الذي حمل كثيرا من التغيرات على مستوى الساحة الوطنية.  وقبل ان تنصرم ايام العام المليء بالمفاجئات يرتدي الرئيس الصحراوي المنتخب جبة الطبيب وهو يقف على حصيلة الديبلوماسية الصحراوية خلال سنة طويلة سبقتها سنوات كثيرة لم يكن للرجل اليد الطولى في حل ازمة الديبلوماسية الصحراوية، غير انه كان احد رجالاتها الذين رمتهم الاقدار من العسكر الى الديبلوماسية حيث سبق له تقلد اهم منصبين ديبلوماسيين صحراويين كممثل للدولة الصحراوية في عاصمة المحتل الإسباني، وكسفير لدى اكبر حليف ومساند للقضية الصحراوية.
بين مدريد والجزائر كان للرجل فرصة لاكتشاف خبايا ودهاليز التسيير في الخارجية الصحراوية مايجعله الآن قادرا على تصور بعض الحلول الممكنة لمواجهة التراجع الرهيب في اداء دبلوماسيتنا خلال السنوات الماضية .
بمشرط الطبيب العارف بمكامن الخلل سيحضر الرئيس الصحراوي او على الاقل يتابع ندوة الخارجية الصحراوية السنوية والتي ستكون هذه المرة بعيدا عن “الرابوني” ببضع كليومترات، اين ستنعقد في مركب الحسين التامك المعروف شعبيا ب”النخيلة”، ضمانا حسب المنظمين لتحقيق الحد الادني من الانضباط والجدية في تقديم التقارير الخاصة بالسفارات والتمثيليات وتقديم حصيلة عملها خلال العام المنصرم ، اربعة ايام هو عمر الندوة السنوية للديبلوماسية الصحراوية وهي الندوة التي ينتظرها كثيرين بين الترغب والخوف، فهل يصلح مشرط الرئيس ما أفسده التسول والصفقات؟ .
وبقدر تفاؤل الشارع الصحراوي بتحركات رئيس الدولة الاخيرة وترحيبه باهتمام الرئيس بالمؤوسسة العسكرية، ثمة زاوية اخرى ينتظر الشارع الصحراوي ان يصلها مشرط الرئيس بما يضمن نفض الغبار وتحريك الراكد من المياه في الخارحية الصحراوية وحولتها من سفير قضية عادلة الى مجرد متسول مشاريع مع المتعاونين الاجانب والمتضامنين يوظف جيش من المتمصلحين الذين يقضون جل اوقاتهم بين مشاريعهم النفعية في المخيمات او موريتانيا او الباسك الإسبانية، فيما تتكدس بقية الديناصورات في السفارة الصحراوية بالجزائر تأكل العلف وتوظف علاقاتها الشخصية للمس بصورة القضية الوطنية لدى الحليف .
واقع الديبلوماسية الصحراوية منذ سنوات اضحى كارثيا في صورة بائسة يهيمن عليها اشخاص انتهت مدة صلاحيتهم منذ سنوات، واصبح الفرق بينهم وبين الافكار الدبلوماسية الحديثة شبيها بالفرق بين الهاتف الثابت والهواتف الذكية، فيما الانتصارات التي تحققها القضية لاتجد من يستثمر فيها بشكل مخطط ومدروس .
الثنائية القطبية على راس هرم الديبلوماسية الصحراوية هي مشكل آخر يخلط الحسابات ويبعثر الخطط حيث لا يعرف رأس واحد للخارجية الصحراوية، ولاكيف تؤتمر، وهو إشكال سيكون على الرئيس الحالي وضع حد له او ترك الامور تتعقد اكثر سيما وانه اصبح لكل رأس في الديبلوماسية الصحراوية انصار وشيعة ومريدين ولوبي خاص يحمي مصالحه مع الاجانب لأجل ضمان البقاء في التعينات كل مرة .
امام واقع سيء كهذا سيجد الرئيس الصحراوي الذي خبر الديبلوماسية الصحراوية نفسه مجبرا على رفع التحدي لواقع مرفوض كانت نتائجه كارثية على صورة القضية الوطنية خارجيا، او ترك الحبل على الجرار كي تبقى دار لقمان على حالها فتتحول ندوة الديبلوماسية من انتظار الفرج الى سقوط الامل في عيون الذين ينتظرون فجر يلوح في الافق من شأنه تغيير بوصلة الخارجية الصحراوية نحو أفق عالمي مفتوح على التحدي والمجابهة مع العدو الذي بات يتربص بافريقيا كل مرة. افريقيا التي تفتح ابوابها للقضية الصحراوية لاتزال الى الآن تنتظر ان يقود الرئيس الصحراوي هجوما معاكسا يثني المغرب عن سعيه للانضمام الى الاتحاد الافريقي ويضمن متانة العلاقات مع الاشقاء الافارقة بشكل اكثر من ذي قبل .
الى الآن لايزال حضور السفير الصحراوي في دولة محورية بالقارة السمراء وهي جنوب افريقيا غائبا . فيما يشتكي جيش الديبلوماسيين الصحراويين الشباب في اديس ابابا سؤ معاملة سفير بلادنا في اثيوبيا حيث المقر المركزي للاتحاد الافريقي  أين أسس السفير لوبي قبلي، ويختفي عن تحقيق انجار يذكر او إختراق يقدم القضية الى الامام . يحدث كل هذا والرئيس لايزال ممسك عن المبادرة بالتغيير في اماكن حساسة بالقارة الافريقية يفترض ان تكون قواعد دائمة للحضور الصحراوي ضد التواجد المغربي، ثمة دول افريقية عديدة يغيب فيها الحضور الصحراوي رغم اهميتها للبحث عن انصار دائمين ومساندين للقضية .
ومن افريقيا الى اوروبا حيث الدعم الشعبي المتواصل وشريان المساعدات الانسانية للشعب الصحراوي . هذا الشريان الذي استغله بعض ملوك الطوائف خاصة الممثلين في اسبانيا الى مكسب شخصي يوفر الثروة للممثل وذويه ومن يواليه دون رقابة او مساءلة حيث تتحول المساعدات الى جيب الممثل الذي يتحول الى رجل اعمال ناجح ومخفي يدير شركات مقاولات بالمخيمات او متاجر بازويرات فيما يصنع لنفسه لوبي مع الداعمين يتقاسمون الربح والفائدة بعيدا عن رقابة الخارجية وبوصاية الوزارة الاولى ولوبي الفساد المهيمن على دواليب التسيير المحلي بالمخيمات .
يطول الحديث عن سقطات الديبلوماسية الصحراوية وفضائحها المتعددة . وتختفي خلف العهد الجديد سنوات من التسيب والانحطاط، فهل ستكون مشرحة الرئيس جاهزة لبتر العضو الفاسد وتشريح الجسم بما يضمن له العودة الى الحياة؟ . ام ان الآمال شيء والواقع شيء آخر يطول فيه الحديث عن ندوة الديبلوماسية الصحراوية التي قد تتحول الى “صام اعلى عام وافطر اعلى اجرادة”.

 

المستقبل الصحراوي

اقرأ أيضا