إلى الأمام، سيادة الرئيس، فالشعب من ورائكم!!

اثنين, 2017-07-17 16:52

سيدي الرئيس؛

لقد حققتم، حقا وصدقا، نجاحات باهرة حيث راكم سابقوكم إخفاقا تلو إخفاق منذ نشأة دولتنا الحديثة. ولست أنا الشاهد الوحيد على ذلك، فهاهم الشركاء والهيئات الدولية يعبرون، دونما مواربة، عن رضاهم وتثمينهم لما حققتموه أنتم ولما تنجزه الحكومة. وما الإنجازات الكبرى التي كتبتموها مجسّمة على أرض الواقع سوى تركة تودعونها للتاريخ إهداء لأجيال المستقبل.

ولن يبارح اسمكم ذاكرة الموريتانيات والموريتانيين، بل سيبقى منقوشا فيها إلى أبد الآبدين؛ خصوصا وأنهم عرفوا - وعرفن - فيكم رجلاً لا تتعبه التغييرات الكبيرة الهادفة التي اعتاد صناعتها بإقدام لا يعرف التراجع ووطنية لا تعرف سوى مصلحة الوطن. نفس الوطنية والإقدام الذين دفعوكما إلى العمل بدأب وإصرار من أجل بناء موريتانيا جديدة، قوية ومزدهرة تفرض احترامها على جاراتها وتنتزعه من المجموعة الدولية. ولذا فإن أي مواطن يتمتع بأدنى قدر من الأمانة في الحكم على الأشياء ويعير اهتماما، ولو ضئيلا، للوقائع الموضوعية لن يتوانى عن التعبير عما يكنه لكم من إعجاب.

سيادة الرئيس؛

سيذكركم بخير كلُّ مواطنٍ لامست قدماه أرضية مطار نواكشوط  « أم التونسي » مغادرا وطننا أو قادما إليه، حتى لا أذكر إلا هذا الإنجاز الأجلّ الذي به يفخر كل الموريتانيين بلا استثناء.

ولم تفتأ التعهدات التي التزمتم بها أمام العلي القدير وأمام الرأي العام الوطني والعالمي إبان تنصيبكم أن تحققت، التعهد تلو الآخر، من خلال إنجازات كبرى ومبادرات مفعمة بالأمل في جميع مجالات الحياة.

ولئن كان لإلغاء مجلس الشيوخ وتأسيس مجالس جهوية من خلال التعديلات الدستورية المقررة يوم الخامس من أغشت المقبل من دلالة، فإنما هي سعيكم الدءوب وعزيمتكم الصادقة إشراك كافة المواطنين في صنع التنمية بأيديهم. حتى وإن كانت كل سياسة رائدة لابد وأن تنتج آثارا جانبية قبل أن تؤتي أكلها ويتقاسم المواطنون ثمارها متساوية بينهم دون غبن ولا حيف.

سيدي الرئيس؛

وإذا ما جرنا الحديث إلى موضوع العدالة وحقوق الإنسان، فلن نعدم إنجازات شاهدة لما نقول: لقد أصبح هذا الموضوع أولوية بالغة الأهمية لديكم شخصيا ولدى حكومة الوزير الأول المهندس يحيى ولد حدمين، وذلك لأول مرة في تاريخ البلد. وهو خيار استراتيجي سيادي ترجمته أفعال الحكومة قبل أي شيء آخر. وإضافة إلى أنه ولأول مرة تم، بشكل فعلي، الحكم بعقوبات رادعة على ممارسي الاسترقاق تحت حكمكم، فإن الترسانة القانونية في المجال قد تعززت بنجاعة تصاحبها زيارات منتظمة لمقرري الأمم المتحدة وهيئاتها المتخصصة.

وها أنتم، وبعد أن ترأستم بنجاح أشاد به المراقبون قيادة سفينة الاتحاد الإفريقي إلى بر الأمان، ها أنتم مجدّداً محلّ ثقة نظرائكم الذين قرروا تنظيم قمة هذه المنظمة سنة 2018 بنواكشوط. وهو ما ننتظره بفارغ الصبر.

وما من ريب في أن هذا اللقاء الدولي سيعرف نجاحا عزّ نظيره، كما نجحت، قبل ذلك، قمة الجامعة العربية المنعقدة هنا في نواكشوط رغم أراجيف أعداء الأمة وشكوك الطابور الخامس في الداخل.

سيادة الرئيس؛

إن مبادرتكم بشأن دول الساحل الخمس ما هي إلا رؤية صائبة جعلتكم توحّدون جهود ورؤى نظرائكم الأفارقة لمكافحة الإرهاب وتحصدون إعجاب ودعم المجموعة الدولية في هذا المجال.

بعد هذا كله، فهل يستطيع الرئيس محمد ولد عبد العزيز مغادرة السلطة في ظل كل هذه الطوارئ العاصفة بدول الساحل الخمس ؟؟ ووسط مطالب المجموعة الدولية الملحة التي ترجو منه البقاء ليجابه بفعالية هذا الوضع الدولي المتأزّم؟؟

خلية الاتصال:

الحسين دينغ

[email protected]

 

 

 

 

اقرأ أيضا