دول أفريقيا جنوب الصحراء قد تكون السوق الجديدة للصناعيين المهتمين بالبيئة

جمعة, 2014-12-05 09:45

رى الصناعيون في العالم ان أفريقيا جنوب الصحراء التي تشهد نموا اقتصاديا كبيرا هي السوق الجديدة التي يجب استغلالها، نظرا لحاجتها لإقامة أنظمة لمعالجة النفايات ولمعالجة أفضل لمياه الصرف الصحي، والحاجة لموارد الطاقة المتجددة والامكانات الواعدة في هذه المجال.
والدليل على هذا الاهتمام هو ان ساحل العاج هذه السنة «ضيف شرف» على معرض في ليون (شرق وسط فرنسا) مخصص لاقتصاد البيئة.
وقالت ستيفاني غاي-تورينتي، مديرة معرض «بولوتيك» ان «الفرص لتطبيق مشاريع بيئية في أفريقيا ضخمة جدا. والمشاكل الرئيسية هي الحصول على مياه الشرب ومعالجة مياه الصرف الصحي والنفايات في المدن الكبرى وأيضا في المدن الصغيرة والمتوسطة».
وقال وزير البيئة والتنمية المستدامة في ساحل العاج، ريمي أ. كواديو، ان «المعالجة المنظمة لمياه الصرف الصحي تتم في ابيدجان فقط، وفي سائر المناطق تتم بصورة فردية». والحال نفسها بالنسبة الى النفايات. 
وقال الفونس سيهي بي، الخبير في معالجة مياه الصرف الصحي لدى الوكالة الوطنية في ساحل العاج لنظافة المدن «اليوم باستثناء ابيدجان ليس هناك سوى مكبات بلدية».
وأحد المشاريع الأهم في البلاد يرمي إلى تعزيز إمكانات جمع ومعالجة النفايات المنزلية في خمس مناطق.
ويصل الاستثمار الى 14 مليون يورو على ثلاث سنوات.
وتواجه كل دول القارة التحديات نفسها. وقدرت وكالة تنمية المؤسسات في أفريقيا بـ40 مليار دولار سنويا الاستثمارات اللازمة في مجال المياه و42 مليارا في مجال الطاقة.
وهذه الإمكانات تثير حماسة الصناعيين في العالم أجمع، الذين يدركون حاجة الدول الأفريقية الى خبرة واستثمارات المؤسسات الخاصة الأجنبية.
وقال عبدالله كانتي، مدير وكالة تنمية المؤسسات في أفريقيا، ان «التكنولوجيات ان كانت للمياه والنفايات او موارد الطاقة المتجددة معقدة جدا وتحتاج الى استثمارات كبيرة ومهارات».
وقال باتريس فونلادوسا، مدير مجموعة «فيوليا» الفرنسية لأفريقيا والشرق الاوسط الناشطة في الغابون والنيجر وناميبيا وجنوب أفريقيا، انها على سبيل المثال حققت «رقم اعمال في أفريقيا قدره 1.1 مليار يورو اساسا من المياه وتوزيع الطاقة».
والمجموعة مرشحة ايضا لعدة استدراجات عروض في توغو لمركز لطمر النفايات، وفي غينيا لعقد لتزويد الطاقة الكهربائية. واعلنت المجموعة أمس انها فازت بعقد لمعالجة مياه منجم ذهب في غانا.
ومنافستها الرئيسية هي «سويز انفايرونمت» في أفريقيا منذ اكثر من 60 عاما، عبر فرعها ديغيرمون. وهي تحقق اليوم رقم اعمال يقدر بـ700 مليون يورو. وتعتبر المجموعة هذه السوق «واعدة» وترغب في مواصلة نشاطاتها في المياه ومعالجة النفايات لحساب البلدية ومع الزبائن الصناعيين خصوصا في قطاعات النفط والمناجم والغاز.
والفرنسيون ليسوا الجهة الوحيدة المتنافسة، فشركة «وايز سوليوشنز» الأمريكية فازت في حزيران/يونيو بعقد لجمع ومعالجة النفايات في ابيدجان عاصمة ساحل العاج الاقتصادية.
وقال عبدالله كانتي «تنافس الشركات الصينية ايضا الاوروبيين بشراسة». واضاف «ان الشركات الصغيرة والمتوسطة لها ايضا طموحات وهي قادرة على نقل الكفاءات بسرعة».
وأبدت شركة «إينوفا» الفرنسية، المتخصصة في بناء مصانع لحرق النفايات ومراكز انتاج الغاز من النفايات النباتية، اهتماما بالمعرض لتطبيق مشاريع في ساحل العاج. 
وقال فرنسوا غوت مدير فرع الشركة «لقد قدمنا عرضا لمشروع لبناء محطة لانتاج الغاز من النفايات النباتية في هذا البلد، وانتقلنا الى الجزائر التي قد تصبح جسرا الى باقي القارة».
والمشكلة الوحيدة هي ايجاد تمويل لهذه المشاريع التي تجد الدول صعوبة في تطبيقها.
وبالتالي تبقى الهيئات متعددة الجنسيات، مثل البنك الدولي «جهات مانحة اساسية» وفقا لباتريس فونلادوسا خصوصا للمشاريع البلدية التي يساهم وجود هذه الجهات في إشاعة الطمانينة على حسن سير هذه المشاريع وآثارها البيئية. 
 الصحراء
 

اقرأ أيضا