محمد بن راشد يطلق "محمية المرموم" بدبي كأكبر منطقة سياحية بيئية

أربعاء, 2018-01-17 22:48

أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله،مساء أمس "محمية المرموم" التي تشكل10 في المئة من مساحة إمارة دبي كمحمية طبيعية للنباتات والحيوانات والطيور المحلية والمهاجرة ولتكون بذلك أكبر وجهة بيئية سياحية، تنفذ أكثر من 20 مشروعاً حيوياً، وتستهدف استقطاب مليون زائر سنوياً.

وتعد "محمية المرموم"، أول محمية صحراوية غير مسوَّرة في الإمارات مفتوحة للجمهور. وتحتضن المحمية أكبر مشتل للحياة النباتية في الإمارات على مساحة 40 هكتاراً، ستضم أكثر من مليون شتلة من مختلف أنواع النباتات المحلية وذلك للحفاظ على التنوع البيولوجي في دبي.

وتضم المحمية أكثر من 20 مشروعا بيئياً وترفيهياً وثقافياً ورياضياً من بينها 10 منصات لمراقبة الحيوانات البرية والطيور ومراقبة النجوم وغروب الشمس وممارسة اليوغا، ومسرح خارجي يستضيف عروضا من مختلف أنحاء العالم ويتسع ل 350 شخصا، بالإضافة إلى مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية الأكبر من نوعه في موقع واحد في العالم بقدرة 5000 ميغاوات بحلول العام 2030، كما تستضيف أكثر من 20 بطولة وفعالية رياضية على مدار العام يشارك فيها أكثر من 20 ألف شخص.

وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بالقول أن "الحفاظ على البيئة هو حفاظ على أهم ثرواتنا.. والاستثمار فيها هو استثمار في أغلى ما نملك"، مضيفاً سموه:"الصحراء تضم جمالاً.. وتعطي إلهاماً.. وتمنح سكينة ومسكناً للنبات والطير والإنسان"، مشيراً: "هدفنا في محمية المرموم توفير بيئة خصبة للنباتات.. ومحمية طبيعية للحيوانات.. ووجهة سياحية للعائلات".

وتعد محمية المرمومأكبر مشروع بيئي وسياحي وترفيهي مستدام في الدولة يهدف إلى تسليط الضوء على واحدة من أهم المحميات الصحراوية في الإمارات والمنطقة، التي تحتضن حياةً فطريةًتعدّ من بين الأغنى والأكثر تنوعاً، كما توفر ملاذاً لتشكيلة كبيرة من الحيوانات والطيور المهددة بالانقراض، علاوة على استضافتها العديد من البرامج البيئية والمشاريع السياحية المبتكرة والمتنوعة التي تستهدف مختلف فئات المجتمع، مشكلةً بذلك مشروعاًرائداً من نوعه يتبنى مفهوم الترفيه البيئي متعدد المجالات والاهتماماتويترجمه من خلال مشاريع حيوية تجمع بين التثقيف والوعي البيئيوبين السياحة والترفيه.

ويأتي هذا المشروع ليعكس رؤية تنموية تدخل في صلب سياسات التخطيط التي تعتمدها دبي، والمتمثلة بالحفاظ على البيئة المحلية وعلى مكونات الطبيعة الصحراوية الإماراتية وتعزيز خصوصيتها الجمالية وتوفير موائل طبيعية للحياة الفطرية المهددة، من خلال المحميات الطبيعية.

 

أفضل بيئة للحياة الطبيعية في الإمارات

تعد محمية المرموم إحدى أكبر المناطق المحمية في دبي، حيث تغطي نحو 10% من إجمالي مساحة دبي. وتشكل المحمية موطناً لنحو 204 أنواع من الطيور، كما تضم 26 نوعاً من الزواحف، بالإضافة إلى 9 أنواع من الثدييات.

وتضم المحمية 39 نوعاً من النباتات، وتوفر المحمية ملاذاً لـ 19 نوعاً من أنواع الحيوانات والطيور المهددة بالانقراض، وفيها أعلى تجمع لطيور النحام الكبير (الفنتير-الفلامنجو) في منطقة صحراوية بالدولة. كما تستقبل المحمية 158 نوعاً من الطيور المهاجرة سنوياً تستضيفها على امتداد 10 كيلومترات مربعة من البحيرات. وتستضيف المحمية واحداً من أهم برامج إطلاق الحبارى على مستوى المنطقة، ويتجمع فيها واحد من أهم وأكبر قطعان المها العربية في الإمارات.

إلى ذلك، تحتضن محمية المرموم واحداً من أكبر مشاريع الطاقة المتجددة في المنطقة باستخدام الطاقة الشمسية، كما يوجد فيها موقع "صاروج الحديد" الأثري، الذي يعود إلى العصر الحديدي قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام.

 

مشاريع المرموم

سوف تستضيف المحمية أكثر من 20 مشروعاً ومرفقاً وبرنامجاً بيئياً وترفيهياً ورياضياً وسياحياً وتثقيفياً ستكون مفتوحة للناس على مدار العام، بحيث تشكل في مجموعها تجربةً فريدةً ومميزة تستقطب جمهوراً من مختلف الاهتمامات.من بين هذه المشاريع أكثر من عشر منصات لمراقبة الحيوانات البرية والطيور ومراقبة النجوم ومراقبة غروب الشمس، وكذلك لممارسة اليوغا، بالإضافة إلى إقامة مسرح مفتوح يستضيف عروضاً ثقافية وفنية وترفيهية منوعة، إلى جانب إنشاء مركز المرمومللمحيط الحيوي، ومشروع المرموم الكشفي الموجه للنشء، علاوة على تدشين مشاريع وبرامج رياضية متنوعة، وغيرها.

منصات مراقبة الحيوانات والطيور

عند إنجازها، ستضم محمية المرموم أكثر من عشر منصات موزعة في مواقع مختلفة، مخصصة لمراقبة الطبيعة بمختلف عناصرها ومفرداتها؛ من بين هذه المنصات: منصة لمراقبة قطعان المها العربية، تم نصبها عند أعلى منحدر في المحمية ليوفر مجال رؤية أوسع. وقد تم تصميم الشكل الخارجي للمنصة على شكل رأس حيوان المها العربي. وهناك منصة مشاهدة الحيوانات البرية، تم تصميمها بشكل متجانس مع البيئة المحيطة، حيث تشكل النباتات الموجودة في الجوار ظلاً طبيعياً لرواد المنصة، ما يسمح لهم بمراقبة الحيوانات دون الاقتراب منها وإزعاجها.

وثمة عدة منصات لمراقبة مختلف أنواع الطيور؛ من بينها منصة "عش الطير" المصممة على شكل عش طائر من خلال التشكيل العشوائي لأعواد الخشب، التي تشكل بنية العش، مما يوفر حاجزاً بصرياً بين الطيور والزوار الأمر الذي يتيح للمراقب متابعة المشاهدة دون انقطاع ودون إحداث إرباك للطيور. وتقع منصة "عش الطير" على حافة المسطحات المائية في المحمية، بحيث توفر إمكانية مراقبة الطيور والتقاط صور للمناظر الجميلة.

وهناك منصة "الأشرطة المتشابكة" لمراقبة الطيور، بتصميمها المبتكر على هيئة أشرطة متشابكة ذات فتحات بأشكال غير منتظمة، تعكس التشكيل العشوائي للبيئة المحيطة؛ بالإضافة إلى "منصة الشرنقة" ذات التصميم الهندسي الفريد من نوعه إذ تتوزع فيها فتحات على شكل المعيني جميل ومتناسق. ويستطيع الزوار من خلال المنصتينمراقبة الطيور من كافة الزوايا دون التسبب بإزعاجها، وكذلك التقاط صور جميلة للمكان.

 

مساحات للتأمل والاسترخاء

من المنصات التي ستكون مساحة للتأمل والاسترخاء والاستمتاع بمشهد الطبيعة الآسر منصة ممارسة اليوغا ومراقبة شروق وغروب الشمس. تبلغ مساحة المبنى 1500 متر مربع، وقد تم استلهام تصمميه من أشكال الكثبان الرملية في المنطقة؛ ويتألف من صالة داخلية لممارسة اليوغا ومرفقيْ خدمات، تغطيهما مظلة مستوحاة من الكثبان الرملية توفر الظل لممارسي اليوغا في الهواء الطلق وأماكن مشاهدة شروق الشمس وغروبها. وستكون صالة اليوغا مكيفة وذات إطلالة خلابة على الامتداد الصحراوي بمشهديتهالآسرة. وإلى جانب الصالة الداخلية، هناك صالة رئيسية تمتد على منصة خارجية ذات مستويات متعددة ما يتيح للراغبين بممارسة اليوغا في الهواء الطلق وسط الطبيعة الصحراوية بتضاريسها المتنوعة، حيث بإمكان رواد المنصة أيضاً مراقبة شروق الشمس وغروبها من موقعهم المميز، في تجربة تشكل بهجة للعين والنفس، وتزرع السكينة في القلب.

إلى ذلك، من المنصات التي ستشكل قبلة لهواة الفلك، منصة مراقبة النجوم. وقد تم تصميم المشروع على شكل خمس منصات رئيسية بترتيب مستوحى من نمط النظام الشمسي.وتهدف المنصة إلى أن تكون نقطة جذب لهواء مراقبة النجوم، وتتسم بموقعها الفريد في عمق الصحراء، حيث السماء الصافية، مما يمكِّن الرؤية الواضحة للنجوم، كما يتسم الموقع ببعده عن ضوضاء المدينة وقربه في الوقت نفسه من الخدمات المتوفرة في المحمية.

 

فعاليات رياضية

سوف تستضيف محمية المرموم سلسلة فعاليات رياضية ضمن برنامج متواصل على مدار العام. يشمل البرنامج أكثر من 20 بطولة وفعالية رياضية، يتوقع أن تجتذب أكثر من 20 ألف شخص. من بين هذه الفعاليات سباقات الجري وسباقات الدراجات الهوائية. كما تضم المحمية أطول مسارات صحراوية للدراجات الهوائية يفوق طولها بالمجمل 100 كيلومتر.

ويشمل الموسم الرياضي في المرموم أيضاً "طواف دبي الدولي للدراجات الهوائية" الذي ينظمه مجلس دبي الرياضي، ومسابقة "ساندستورم للعوائق" التي تشمل سلسلة من التحديات المثيرة والمليئة بالصعوبات وتستلزم قدرات بدنية عالية.

 

المسرح الخارجي

يأتي تصميم المسرح الخارجي منسجماً مع مفردات الطبيعة الصحراوية في المحمية؛ فهو مستوحى من تشكيل شجيرات الصحراء فوق الكثبان الرملية. ويتألف المسرح من منصة للعروض الأدائية والفنية، مع شاشة عرض تمتد على كامل المنصة، بالإضافة إلى غرف خدمات ومدرجات بمستويات مختلفة لإعطاء زوايا نظر متنوعة للحاضرين. وتعلو المسرح قبة مفتوحة، بتصميم مستلهم أيضاً من الكثبان الرملية، يضفي صبغة صحراوية على التصميم، كما يوفر مساحة ظليةللجمهور.

هذا وسوف يستضيف المسرح، الذي يتسع لـ 350 شخصاً، مجموعة من العروض الفنية والغنائية المتنوعة من مختلف أنحاء المنطقة والعالم، ضمن جدول فني وترفيهي يستمر على مدار العام.

 

اقرأ أيضا