لمن الولاء اليوم ؟ / محمد الأمين ولد المقري

اثنين, 2018-04-09 01:02

نحن نمر علي ثنائية الموالاة و المعارضة عشرات المرات في المدوَّنات و المواقع و القنوات و المجالس و في أروقة هيئات المجتمع المدني و أحاديث النخبة في الجامعات و الصالونات و في ركوبات "تودروا" و طوابير المصحات و واجهات الدكاكين ..

فلا تَلفِت انتباهَنا غرابتُها بسبب سيادة عنف الخطاب السياسي و خروجه المزمن عن إطاره الفكري و هي في فهمي ليست إلا نبتة لغوية ضارة في حقل سياسي مريض و إن عَنَتْ شيئا له بال فهو فرض "القوة الغالبة" نفسَها كمركز اهتمام تتموج حوله كل المحيطات بأشعتها و أقطارها الهندسية التي لا تستطيع نقطة منها أن تعزب عن نفس المسافة في قانون "الدوران" الطبيعي ..

و المعارضة في هذا التحليل إنْ هي إلا توليدةً صغيرة من الموالاة و هيمنةً لها علي النصف الفارغ من كأسها .. و حاصل مقتضي كل ذلك أن الحاكم المتغلب يضع فريقا من بيادقه عن يُمناه يسميه موالاة النظام أو الرئيس و يضع قطعا أخري عن يُسراه يسميه معارضة النظام أو الرئيس و لا مانع كما هو مَعيش و مُشاهد من أن ينقل هذا البيدق من اليمين لليسار أو يحرك هذه القطعة من اليسار إلي اليمين و هذا ما يعبر عنه الإعلام الأبله عادة بالترحال السياسي أو الانسحابات أو التفكيك الحزبي دون أن يتكلف هذا الإعلام المسكين دخول الأكمة و كشف التماهي العميق بين الفسطاطين و هو لا يستطيع أن يتورط في ذلك لأنه هو أيضا مشقوف علي نفس الشطرنج فهو خائف طامع في كل حال و مملوك في الأغلب لبيادق اليمين أو قطع اليسار  !

اقرأ أيضا