أنام ملء جفوني عن شواردها ويسهر الخلق جراها ويختصم
المعلم أبو الطيب المتنبي
في ملاحم الحياة يوفق الرجال في بسط ملامح العظمة على مسرح الكون لتأخذ أريحيتها في سفر الخلود؛ من حسن طالع الأمة الموريتانية أن قائدها فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز؛ نال ما أنال في صومعة الكبار؛ ومن صواب الأقدار أن نتمسك به؛ ونوكل لذكائنا الدور التاريخي والثوري في تفكيك جغرافية الوثنية الدستورية.
في قصر شيده أحفاد أمراء الأرض والشعر؛ وأودعوه جمال العمران ورفاه المقام ورايات الظفر، أسمعت كاريزما قائد الأمة الموريتانية فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز فصول الرواية المكتملة للإشعاع الحضاري الذي حملت قوافل الآباء والأجداد من مدننا التاريخية مشعله نحو شمال وغرب القارة السمراء وعبر العالم؛ في انسجام آسر، بين اليوم وروح المرابطين ودهر صولجان مالي وغانا؛
شكل التفاف إفريقيا والعالم وجمال إصغائهم، نثرا لورود قافية التغني بازدحام انتصارات القارة في أجندة العشرية الأخيرة لدبلوماسية الجمهورية الإسلامية الموريتانية؛ وتسخير قائدها لحضوره وقوة إقناعه ومصداقية طرحه لتخليص القارة من قيود الإستكانة والإنتظار العاجز: سخر فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز عشرية نظيفة لتعزيز السلم والأمن والاستقرار وفض النزاعات ودعم التنمية؛ وصقل أواصر علاقات القارة فيما بينها ومع العالم.
اكتمل مشهد التبني لفلسفة صاحب فكرة مجموعة الخمس في الساحل ومؤسسها؛ باعتماد إفريقيا والعالم تلازم الأمن والتنمية كخطوة مرجعية في حياة الدول للولوج إلى مشهد دولة الحق والقانون والحريات والعدل والمساواة؛
وفقت موريتانيا في العبور بالاتحاد الإفريقي إلى حيز طرح مجمل الصراعات والنزاعات واستضافة جميع الأطراف، عبر القمة الواحدة بعد الثلاثين التي استضافتها نواكشوط بسخاء مسخرة حرية التعبير وطمأنينة الأمن وحفاوة أحفاد الحضارة؛ لإثارة جميع الملفات دون استثناء ومشاركة كل الأطراف دون إقصاء.
مكن تنظيم القمة الإفريقية في عهد حدة الخلافات ودموية النزاعات من إبراز الدور الريادي لموريتانيا وقائدها على المستوى الإقليمي والقاري والدولي؛ وأثبتت أنها ممسكة بجملة من الأوراق الجيوستراتيجية، و قادرة على صناعة علاقات محترمة مع الكبار في المشهد الدولي.
عندما يطوي الرئيس الشاب للدولة العضو الدائم في مجلس الأمن خمسة آلاف من الكيلومترات، شاقا سحب المغالطات والإستهداف المجاني والعداء المبطن؛ ويحط رحاله مدججا بالماكنة الإعلامية الغربية والدولية على رسم بارود "أم التونسي" ويتحدث بإرادة استعداد الشريك وجاهزية الصديق، بحضور قادة دول القارة؛ مخاطبا قائدنا؛ فيقول:" يعتبر فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز، بالنسبة لي شريكا رئيسيا لا غنى عنه في علاقات فرنسا بالقارة الإفريقية"؛ ويرد الشريك الرئيسي معتبرا الواقعة وماترتب عنها: "يعكس اهتمامنا بمثل وقيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان"؛ ساعتها يولد إعلان إضافي لاستقلال الجمهورية والسمو بموريتانيا إلى مشهد روابط الإحترام المتبادل والمصالح المشتركة مع الكبار؛
يعتبر احتضان نواكشوط لأنوار مئوية الزعيم/الإنسان مانديلا على وقع تلقائية رئيس جنوب إفريقيا الذي أطلق عنان الحبور في تحية تاريخية خالدة لقائد الأمة الموريتانية فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز؛ وأتبع الفعل كلاما باسم الزعيم الراحل مانديلا: " نصفق لكم بحرارة فخامة الرئيس"؛ امتنان جنوب الجنوب باسم مؤسس ديمقراطيته ومحرر شعبه من رذيلة العنصرية، مقام يليق بكبير الأكابر التقدمي الثوري المقدام؛
حديث العملاق الهادئ البطل كاغامي، تغنى بشاعريتنا وريادة قائدنا وطراوة التنمية التي شيد لشعبه الأصيل الكريم المضياف؛أجمل رئيس الاتحاد الإفريقي، التباهي بانتصار بلد المليون شاعر على الفساد وقهر أباطرته وتفكيك شبكاته العابرة للحدود؛
في فجر أول أيام يوليو من الحول الثامن بعد العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ازدحمت المشاعر في عقول وقلوب نخبة إفريقيا والعرب والأمم المتحدة والعالم في قصر المرابطين، فضمنت أبجديات اللغات الحية صور التقدير وجمل العرفان وترقيم الإمتنان، ورامت صعود أسوار الشعر؛ فأنزلها موسى الفقيه محمد في مقام فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز نثرا بطعم الشعر أزهر جمالا وصدقا في أرض الشعر والشعراء؛
نجحت موريتانيا في تنظيم أول قمة إِفريقية؛ وإظهار قدرات جيوشها ومؤسساتها الأمنية، وتمكن ديمقراطيتها من استيعاب اختلاف وخلافات ونزاعات القارة، وجاهزية دبلوماسيتها لاستيعاب واحتواء الآراء والخيارات الناظمة لمشهد القارة، وأطعمت إعلام العالم من انتصاراتها السياسية والإقتصادية والأمنية والثقافية؛ وأقنعت المجتمع الدولي بأجندتها للسلم والأمن والتنمية في الساحل وإفريقيا وعبر العالم.
عبدالله يعقوب حرمة الله