الشروق ميديا: بداية لماذا تم إنشاء وزارة خاصة بالأراضي المحررة؟
بلاهي السيد: بعد المؤتمر الحادي عشر لجبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب الذي انعقد في منطقة "تفاريتي" المحررة تم تأسيس وزارة للبناء وإعمار الأراضي، وتجسيدا لسياسية القيادة الصحراوية الهادفة إلى ازدواجية التحرير والبناء، والاهتمام بكل سكان المناطق المحررة وهي مساحة كبيرة جدا، تفوق مساحة بعض الدول المستقلة، لهذه الاسباب تم تأسيس وزارة معنية بالاهتمام بسكان هذه المناطق، مثل إقامة مرافق عمومية كمستشفيات ومدارس لتقديم الخدمات للمواطنين، وإيجاد بنى تحتية لهؤلاء المواطنين.
ونحن مرتاحون لما تم القيام به حتى الآن رغم أننا ما زالت أمامنا مهمة كبيرة جدا وهي مهمة التحرير، فأرضنا ما زالت محتلة من طرف النظام المغربي، وبالتالي نعلم أننا لن نتفرغ للبناء بشكل طبيعي إلا بعد تحرير أجزاء الأرض المحتلة من طرف المملكة المغربية.
الشروق ميديا: ومالذي تم بناؤه حتى الآن؟
بلاهي: على كل تم بناء مستشفيات في الجزء الشمالي والجزء الجنوبي ومساجد كبيرة في منطقة "بير لحلو" ومستشفى في منطقة "تفاريتي" وفي "آغوينيت" المحررة أيضا يوجد مستشفى.
وهنا دعني أشير إلى أن الاستعمار الإسباني وخلال مائة عام من وجوده لم يقم بإعمار من هذا القبيل لا بمدارس ولا بمستوصفات في هذه الربوع، واقتصر إعماره على المدن الساحلية الداخله وبوجدور ولعيون هذا بالإضافة إلى أن أبناء سكان هذه المناطق لهم الحق في توفير بعض الخدمات الضرورية ومن حقهم الدراسة، خاصة أن دستور الجمهورية الصحراوية ينص على مجانية وإلزامية التعليم الابتدائي، وتطبيقا لهذه القوانين تم تشييد بعض المدارس، وكنا في منطقة "ميجك" المحررة وفيها مدرسة فيها حوالي خمسة أقسام، بالإضافة لفترة مخصصة لتدريس القرآن الكريم وهذا انسجاما مع ديننا وعقيدتنا الإسلامية، وفي الحقيقة كانت زيارة مهمة لأننا علمنا من خلالها أن هناك تلاميذ ومدرسين خاصة أن "ميجيك" لم تشهد في تاريخها مدارس منذ التأسيس، وتم تشييد مدارسها وتم أيضا إنشاء مستشفى للعناية بأصحاب الأمراض المزمنة.
وعلى كل حال هناك إكراهات ومن بينها مياه قليلة في منطقة الصحراء، فالصحراء كما تعلمون منطقة تحتاج إلى تنقيب وبحث معمق عن المياه وبشكل عام المياه نادرة جدا.
هل تنوون في تهجير بعض السكان من المخيمات إلى المناطق المحررة؟
بلاهي السيد: المناطق المحررة يوجد فيها سكان لم يهاجروا أصلا إلى المخيمات نتيجة لارتباطهم بالأرض، وأساسا الثروة الحيوانية التي هي مصدر معاشهم، وأيضا طبيعة البدو يتنقلون في كل مواسم السنة بحثا عن مراعي المواشي، وهذه بعض العوائق ايضا لكن ومع مرور الوقت أصبحت هناك تجمعات كافية فهذه القرى التي قمنا بإنشاء تجمع بين شيئين : المياه الصالحة للشرب وقرب الكلأ منها.
بالنسبة لهجرة السكان لاحظنا أن بعض سكان المخيمات يقومون برحلات استجمام إلى منطقة زمور في فصل الصيف وخاصة أن هواءها طبيعي، زيادة على ارتباط الإنسان بالأرض الأصلية، وحنينها إلى الديار والمعاهد التي قطنها أجداده.
الشروق ميديا: هل هناك خطة عمرانية لمشروع بناء مدينة في هذه المناطق المحررة؟
بلاهي السيد: من الصعب الكلام عن مشروع كبير يتعلق ببناء مدينة، فأنا أؤكد وأكرر أن المهمة الرئيسية هي التحرير، وحتى تكون الأوراق واضحة البناء هو تكميل لمشروع التحرير، هدا المشروع يوازيه مشروع بناء الأرض وبناء الإنسان ايضا من خلال ثانويات وجامعات وتعليم متطور وقد قطعنا في هدا المجال أشواطا لا بأس بها، لا أقول هنالك ناطحات سحاب، ولكن هناك الإنسان المؤمن القادم من براثين الجهل والقبلية إلى نور المعرفة وإنسان مثقف يعلم مسؤولياته تجاه الشعوب المحيطة به.
وكما قلت لك ما لم نستكمل التحرير لن نتفرغ لعملية البناء لا يوجد سلم مضمون وشامل، ولم نوقع اتفاقية سلام شاملة مع المملكة المغربية، وبالتالي يبقى شبح الحرب وحساب الحرب لا يمكن أن يسقط من حسابنا، أمام تعنت النظام المغربي وإصراره على احتلال الأرض. مع أننا نطالب المجتمع الدولي بالالتزام بما تم الاتفاق عليه من استفتاء حر ونزيه. وحتى يتم الحل سيضمن الشعب الصحراوي الديمومة والاستمرارية.
الشروق ميديا: شكرا لكم
بلاها السيد: شكرا لكم وشكرا لموقعكم الذي نرجو منه أن ينور الرأي العام الموريتاني والدولي على نقل الحقيقة لأن الكثيرين للأسف لا يعرفون