عندما أراد الشاعر محمد ولد ابنو ولد احميدا أن يحسم مشاعرته مع ابن حبيب الله فكر في روي يجمع بين الجمالية والندرة والإيقاع الراقص وهي صفات جمعتها واوية يكَوى الفاضلي وكان من الشعراء الذين سلّم لهم ولد ابنو بالشاعرية والأناقة البلاغية (ذكر لي احد الباحثين المعروفين ان القصيدة ليست ليكوى بل لابن عمه الذي سبقه بجيل و هو الشاعر زعدر ولد سيدي ول حرمة).
المهم ان ولد ابنو بحث عن الواوية المذكورة وأعياه وجودها ثم لجأ لابن خلدون الثاني الشاعر المختار ولد حامدن والذي اقترح عليه أن يسافرا معا إلى حي الشاعر يكَوى من أولاد " سيد الفالي " عند " تنيخلفْ حيث وجدا نسخة واحدة منها في كناش للأديبة عيشه بنت ددّالي - والدة الصحفي المشهور يدالي حسن .
وعندما حاول المضيفون نسخها لهم قال محمد ولد ابنو : لا داعي لنسخها ،فتناول الورقة وقرأ القصيدة مرة واحدة وقلبَ الورقة والتفتَ إلى المختار وقال لقد حفظتها ولو حفظتها معي لما احتجنا لنسخها .. قال المختار أنا أحفظ من قراءتين فناولني الورقة فقرأها مرتين وقال لقد حفظتها ، فودعا الحي وانصرفا فلم يصلا حتى كان محمد قد أكمل :
أرَاحَت لِقَلبي عَازِبَ الهَمِّ والهَوَى == رُبُوعٌ بِذَات الرِّيعِ شَرقِىِّ ذِى الهُوَى
وألوَت بِصَبرٍ بَعدَ صَبرِى مَنَازِلٌ == بِجَنبَةِ ذَاتِ الدُّخنِ في مُلتَوَى اللِّوىَ
وقَد هَيَّجت آيَاتُ دُورٍ مَحِيلَةٍ == لَدَى مَيسةِ المَرضَى البَلاَبِلَ والجَوَى
وبِالسِّفحِ مِن بَصَّارَةِ المَيسَةِ التى == تَلِى تِلعَةَ الغُدرَانِ مُرتَبَعٌ قَوَا
وفي جَانبي غَورِ الغَدِيرِ مَرَابِعٌ == دَوَارِسُ هِىَّ الدّاءُ لِى وَهِىَ الدَّوا
وفي جَلهَتَى ذَاتِ الجِمَالِ ونَعفِهَا == إِلَى مُلتَوَى الوَعسَاءِ مِن حَيثُ مَا التَوَى
مَعَاهِدُ إِن رُمتُ إرعَوَاءً عَنِ الصِّبَا == أبَى ذِكرُهَا إِلاَّ ارعوَاءً عَنِ ارعِوَا
مَنَازِلُ مَاهَاجَتهُ مَاهِيجَ قَبلَهَا == فَقلبي عَلَى صَفوِ الوِدَادِ لَهَا انطَوَى
أقَمتُ بِها دَهراً بِأهَنَأِ غِبطَةٍ == وأعذَبِ وَصلٍ آمِناً صَولَةَ النَّوَى
دِيَّارٌ بِهَا احلَولَى التَّصَابي وَأينَعَت == غُصُونُ الهَوَى حَتَّى تَأنَّقَ وَاستَوَى
فَكَم لَيلَةٍ في هَذِهِ الدُّورِ بِتُّهَا == أُغَازِلُ غَزلاَناً مَعَاصِمُهَا رِوَا
إِذَا ابتَسَمَت خِلتَ البُرُوقَ إبتِسَامَهَا == سَناً في هَوَاءٍ مِثلُ آخَرَ في هَوَا
وَتَحسَبُهَا مَهمَا تَثَنَّت أو استَوَت == نَضِيرَاتِ بَانٍ في تَثَنٍّ وفي استِوَا
ومَهمَا التَوت فَوقَ اللِّوىَ قُلتَ هَذِهِ == ظِبَاءُ اللِّوَى لَولاَ الشَّوَاكِلُ والشَّوَى
دِيَّارٌ حَنَينَا العِلمَ في جَنَباتِهَا == شَهِيًّا وَأدنَينَاهُ إِذ هُو مُجتَوَى
وَرُضنَا بِهَا صَعبَ القَوَافي فأَصبَحَت == لَنَا ذُلَلاً فِيهَا ضَوىً ولَهَا قُوَى
الى آخرها ..
==============
من صفحة الدكتور الشيخ ولد سيدي عبدالله على الفيس بوك