ولد أحمدوا وولد الشيخ .. حرب سياسية قذرة بأسلحة غير تقليدية

أحد, 2018-08-26 15:27

الشروق ميديا : الركيز ـ هي حرب سياسية مستعرة ومستمرة تضع أوزارها مرة وتستعر مرات وتبلغ أشدها في المواسم الانتخابية، أطراف هذه الحرب هم عمدة بلدية اركيز محمد ولد أحمدوا وأنصاره من جهة ووزير الثقافة والعلاقات مع البرلمان محمد الأمين ولد الشيخ وأنصاره من جهة أخرى ساحة هذه الحرب هي مقاطعة اركيز وحواليها أما أهدافها فهي النفوذ بين الرجلين على أكبر كم من ناخبي المقاطعة.

الجديد في هذه الحرب السياسة هي اسلحة لم يتم استغلالها في الحروب السابقة وهي تجنيد العملاء وتأليبهم ضد كل طرف حتى ولو كان هؤلاء العملاء لا يجمعهم انتماء سياسي مع الرجلين فولد أحمدوا وولد الشيخ أعضاء في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، لن تبلغ خلافاتهما في يوم من الأيام أن ينسحب أحدهما من الحزب الحاكم، صراعهما تحت مظلة الحزب الحاكم ومن أجل الحزب الحاكم يتصارعان لكن الصراع من يكون ممثل الحزب الحاكم.

وسائل حرب العمدة والوزير في مقاطعة الركيز تتمثل في تجنيد أحزاب أخرى لم يكن لها ذكر في السابق في هذه المقاطعة كيف حصل ذلك؟

 

ولد الشيخ يستخد  "تمام" كسلاح فتاك

حزب التجمع من أجل موريتانيا "تمام" لم يكن حزبا معروفا في هذه البلدية إطلاقا، لكن كان من حسن حظه أنه منافس في هذه الانتخابات لولد أحمدوا وهو ما وجد فيه الوزير محمد الأمين ولد الشيخ ضالته ثم إن حزب "تمام" أيضا كان ذكيا عندما قام بترشيح محمد عبد الله ولد عمر لمنصب بلدية الركيز وهو من مجموعة محلية تشعر بالتهميش في الترشحات الأخيرة وخاصة الترشحات البلدية.

من ذكاء حزب "تمام" أيضا أنه لم يحرج محور محمد الأمين ولد الشيخ بالترشح في اللائحة النيابية للمقاطعة فترك له شعبيته في الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم فكانت الصفقة أن يدعم "تمام" الاتحاد في النيبابيات ويدعم ولد الشيخ "تمام" في البلديات.

قام محور محمد الأمين ولد الشيخ باستخدام هذا الحزب ومرشحه كسلاح فتاك ضد ولد أحمدوا ولا يبعد مقر حملة "تمام" عن حملة ولد أحمدوا سوى أمتار معدودة وكلاهما يزعج الآخر في السهرات الانتخابية.

وفعلا يشعر ولد أحمدوا بالإزعاج الكبير من حزب لم يكن معروفا في الساحة وأصبح يذكر إلى جانبه وتذكر حفلاته الغنائية لسكان الركيز ويصر أهله أنهم سيكتسحون البلدية في الشوط الأول.

 

ولد أحمدوا يعامل بالمثل ويجند UDP في النيابيات..

محمد ولد أحمدوا عمدة الركيز منذ 12 عاما عبر مأموريتين متتاليتين ويسعى لمأمورية ثالثة في هذه الاستحقاقات لم يجد بدا من مقارعة خصمه الوزير وإزعاجه بدعم حزب الاتحاد من أجل الديمقراطية والتقدم UDP  في اللائحة النيابية للمقاطعة والتي تتشابه هي الأخرى مع وضعية "تمام" عندما رشحت المفوض المتقاعد محمد محمود ولد عبد العزيز وهو أيضا من مجموعة تشعر بالتهميش في الترشحات النيابية.

وتكرر الحالة هنا في صفقة الترشحات عندما لم يرشح UDP أي لائحة بلدية لمنصب عمدة الركيز، فكان ولد أحمدوا يدعم الحزب المذكور دعما سخيا حتى يحرج الوزير محمد ولد الشيخ ومحوره في هزيمة الحزب الحاكم بمسقط رأس الوزير.

كان ولد أحمدوا مراوغا وماكرا في هذه الحرب عندما أبعد حملة UDP من مقر حملته ويقوم بتعليق مرشحي الحزب الحاكم في اللائحة النيابية للمقاطعة لكنه في نفس الوقت يتحفظ كثيرا في خطاباته للدعوة إلى الترشح للائحة النيابية ويكتفي بأهمية اللائحة الوطنية ولائحة النساء للحزب الحاكم.

 

إجماع على خداع الحزب الحاكم..

يقوم المراوغان السياسيان محمد الأمين ولد الشيخ ومحمد أحمدوا بخداع الاتحاد من أجل الجمهورية والكذب عليه من خلال تصريحهما أن ولاءهما مطلق للحزب بغض النظر عن ترشحاته، كما يحاول المحوران الدعوة إلى التصويت للحزب الحاكم في كل اللوائح لكن مرواغتهما لن تصل بولد أحمدوا إلى الدعوة صراحة للتصويت للنيابيات في المقاطعة، ولن تصل بولد الشيخ للدعوة إلى التصويت في البلدية للعمدة محمد ولد أحمدوا.

ومهما يكن فإن الرجلين قويان والحرب سجال، يوم لك، ويوم عليك، انتصر ولد الشيخ مرات، وانهزم وظفر ولد أحمدوا واندحر فلمن ستكون نتيجة هذه الانتخابات القادمة؟

 

مختار بابتاح 

اقرأ أيضا