قراءة سريعة في استغلال الدين والتأسيس للتطرفلدي حزب التجمع الوطني للإصلاحوالتنمية.
إن العامة تغريها الألفاظ الإنشائية،غالبا، وتترك الإحالات إلي المعاني و المقاصد الشرعية في نفوسهاأثرا وجدانيا طيبا، تنجذب بموجبه إلي المتكلم دونما عناء فحص و تحقيق في مدلول القول أو إمراره علي محك مطابقة الواقع أو عدمها،فتستمال بذلك إلي الدخول في تنظيمات تصبح في سياقها أداة لتنفيذ مشاريع لا تتبينها علي حقيقتها.وهذه القاعدة وظفها بانتظام حزب التجمع الوطني للإصلاح في جهده الاستقطابي الميداني: كلام معسول و غرض مسموم.
كل الإطلالات الإعلاميةالأخيرةلقادة هذا الحزب تؤكد باستمرار و دونما كلل أن تواصل حزب ديموقراطي إصلاحي في مرجعية اسلامية وهو بعيد كل البعد عن التطرف و الارهاب.
و الواقع أن تواصل مهما بالغ في ادعاء نظافة الكف و العقل من العنف و تظاهر بالسلم و الانفتاح فإنه يظل حاملا، فكرا و ممارسة، لبذور عنف و تطرف قابلين للانفجار في كل لحظة بمجرد أن يتحكم الحزب أو يحس بخطر سياسي داهم كما حصل مع الأصل الذي هو فرع له في موريتانيا، جماعة الإخوان المسلمين، في مصر مع محمد مرسي و في الجزائر مع بلحاج و في ... و في ...
إن تواصل، شأنه في ذلك شأن سائر فروع جماعة الإخوان العالمية، حزب عنف وإرهاب بالقوةوسرعان ما ينتقل هذا الإرهاب والعنف بالقوةإلى عنف وإرهاب بالفعل بمجرد أن تتحقق له الهيمنة أو يتأزم مستقبله السياسي.
يستميت قادة تواصل في انكار نسبة حزبهم الي التطرف و التكفير فالإخوان المسلمون في دعواهم متمسكون بالقاعدة التي ارساها إمامهم المؤسس الحسن البناو القاضية بأنهم لا يكفرون من نطق بالشهادتين وعمل بمقتضي ذلك لكنهم لا ينبهون إلى كون كل تيارات الإسلام السياسي تحتفظ لنفسها حصرا بحق التصرف في دائرة مصاديق عمل بمقتضاها هذه تضييفا و توسيعا على وفق مآربهم وقدأثبتت وقائع التاريخ في مصر و ليبيا و الجزائر و السودان... أنه ما إن يتمكن الاخوان أو غيرهم من تيارات الإسلام السياسي أو تدور عليهم الدائرة حتي يطابقوا بين عمل بمقتضاها وعمل بما هم عليه فينفتح واسعا باب التكفير بالذنب و التأويل و مجرد المخالفة في النهج.هذا بخصوص أحاد الافراد. أما بخصوص الاحكام و الانظمة فالسيف المسلط عليها هو سيف الحاكمية كما قاربه السيد قطب. فمبدأ الحاكمية عنده و من ثم عند الجماعة كلها يؤسس للزوم[ انتزاع سلطان الله المغتصب و رده الي الله و طرد المغتصبين له الذين يحكمون بشرائع من عند أنفسهم.] فالغاية في نظره هي [ تحطيم مملكة البشر لإقامة مملكة الله في الارض] هذا الفكر هو الذي يستأنس به و ينطلق منه الارهابيون التكفيريون الذين عاثوا فسادا في الدول الاسلامية و في العالم.
سيستنكر التواصليون هذا الطرح مدعين أن من الحيف و الظلم أن يحاكموا انطلاقا من مقولات عصر غابرو أنهم بحت حناجرهم من فوق المنابر في بيان أن خطابهم خطاب منفتح وسطي و أنهم يؤمنون بالله و لا يكفرون بالإنسان،يؤمنون بالوحي و لا يعطلون العقل،ينبذون الإرهاب المحرم و يساندون الجهاد المشروع ...
غير أن كل هذه الصيغ الإنشائية لا تعبر عن قناعة فكرية و إنما سيقت إعمالا لمبدإ التقية و مراعاة لواقع الحال و حساسية الظرف التاريخي الراهن. فلو مكن هؤلاء أو واجهوا مصيرا سياسيا قاتما لاستعادوا مفهوم الحاكمية و التمكينلإعلان النفير في صفوفهم و إضفاء القدسية علي إرهابهم.
إن موريتانيا دولة يتمتع الاسلام فيها بالحضور الكامل علي كافة المستويات فالإسلام دين الدولة و الشعب و هو في متن الاسم و صلب دستورها و مصادر تشريعها و في حياة مواطنيها. و علي هذا فادعاء حزب من أحزابها المرجعية الإسلامية كخاصية له أمر يخلو من كل معني و لا يعدوا كونه استغلالاللدين لأغراض مشبوهة و انخراطا في جماعات ذات ميول متطرفة.
إن من المعلوم بداهة أن القضاء علي الداء و هو لا يزال في طور الكمون أوليو أسلم من مقارعته بعد الظهور و الاستفحال و لذا يتعين حل حزب تواصل و تفكيك بنيته و تنظيمه و منع اعادة تشكله تحت اي مسمي كان حفاظا علي أمن البلاد و نهجها الوطني السمح.
هذا رأيي وإن ضاقت به صدورهم.إِنْأُرِيدُإِلَّاالْإِصْلَاحَمَااسْتَطَعْتُ ۚ وَمَاتَوْفِيقِيإِلَّابِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِتَوَكَّلْتُوَإِلَيْهِأُنِيبُ