هي رحلة عبر التاريخ القديم مقارنة بأعمار الأجيال الإنسانية التي تعاقبت على صخور ولاته وما حواليها آلاف السنين، لكنها في نفس الوقت رحلة حديثة بمقياس الزمن الحجري، تسللنا من فجوات الصخور، خضنا التاريخ وغماره رفقة وزير الثقافة الموريتاني، تسلقنا صخور الأزمنة الغابرة المنحوتة بعوامل التعرية عبرنا إلى الدهور واختزلناها في ساعات قليلة، رأينا الإنسان الحجري البدائي بأنامله ونقائشه الصخرية، صورنا مشاعره في لوحاته الأولى، ذلك الإنسان الذي لم يكتشف الحروف والخطوط.
في العصور الحجرية الحديثة (أي ما قبل 3000 سنة من التاريخ الحاضر) يعبر ذلك الإنسان بخطوط جهلنا منها الكثير لكنها بالضرورة لحظات إحساس وتوثيق وتخليد لأجيال ستأتي بعده، رأينا البقرة التي يقول علماء الأركولوجيا إنها توثق تاريخ الزراعة والسقاية، ثم نجول عبر الزمن إلى حقبة أخرى حيث يرسم جدودنا قبل آلاف الأعوام تاريخ استخدام الإنسان للخيول واستغلاله للعاديات في نقوش فرسان على صخور مختفية بين أحراش "واد إنيتي".
في نقوش صخرية أخرى تبدو تلك الحلقات البشرية توثق مجموعات من البشر كانوا يتحلقون على هذه الصخور، ويرسمون ركبان الإبل وقوافلها وهي تسير في هذه البيداء عن اقتصاد الإنسان القديم.
توجه رسمي لنفض الغبار عن المنطقة..
يقول وزير الثقافة والصناعة التقليدية سيدي محمد ولد محم : تأتي هذه الزيارة الأثرية في إطار اهتمامنا بالآثار التاريخية، وهي تدل على أن موريتانيا غنية بالآثار.
أما محافظ التراث بوزارة الثقافة النامي ولد صالحي فيؤكدأن هذه من أقدم الرسوم الموجودة في هذه المنطقة وهي تحتاج إلى رعاية رسمية وهو ما تقوم به الدولة الموريتانية اليوم من خلال أول زيارة يقوم بها وزير الثقافة لمنطقة أثرية غنية بالرسوم والنقائش الصخرية وهو ما يستحق الإشادة والذكر.
ولد صاليحي قال : إن المنطقة تحتاج إلى حفريات تكتشف مزيدا من الكنوز الشاهدة على أن هذه البلاد عاشت عصورا من الحضارات.