يجمع أهل السياسة أن مكانتها عظيمة وإن رجل السياسة مستعد للتضحية بكل شيء ليؤمن وطنه ويسعد شعبه . إنه رجل شديد الإحساس بِوطًنِه أما رجال معارضتنا فإنهم لا يشعرون إلا بمصالحهم الشخصية المرتهنة في الغالب للأجندات الخارجية مدمرة ..!
أسقطت المعارضة بتغيبها عن مسيرة المواطنة ونبذ خطاب الكراهية آخر أوراقها وبدت عارية من كل القيم الوطنية والمثل السياسية ، وليس من الغريب أن تقترف مجموعة من منتهزي السياسة مثل هذه الأفعال التي لا يسقطها التقادم ولا تعبث بها ذاكرة النسيان..!
لقد كشف تغيبهم الفاضح أنهم لا يملكون سوى صياغة البيانات الضحلة وتوزيعها عبر فضاء نحن منحناهم حرية النشر عليه ..
في الواقع ليس هناك شيء يستدعي حضور الوطنية سوى الوقوف مع الشعب والدولة لتعزيز النجاحات المبهرة في مجال التمنية والأمن والاستقرار التي حققتها الدولة الموريتانية خلال السنوات الأخيرة بفضل مقاربة وطنية شاملة بسطت ظلالها على الأرض ليتفيأ المواطن ظلالها الوارفة ويشعر بدفئها ، ولعل آخر تلك المعارك التي نخوضها اليوم معركة التصدي بكل قوة وحزم لخطاب الكراهية والتطرف الذي بدأ يتسلل عبر منافذ إجرامية مستغلة في ذلك بعض الانتهازيين ،
لقد قال الشعب الموريتاني كلمته حين عجّت به الشوارع وغصت به الساحات وهو يردد بكل لغاته الوطنية أوقفوا خطاب الكراهية ..
إن مليونية المواطنة دشنت لعهد جديد لن يقبل فيه على الإطلاق العبث بأمن واستقرار هذا البلد بتنوعه الثقافي وتعدده العرقي ،
وسنهزم خطاب الكراهية كما هزمنا الإرهاب الذي ضرب بكل عنف محيطنا الإقليمي، وامتدت يده الملطخة بالدماء لحصد أرواح أبنائنا الشهداء في "لمغيطي" و"تورين" ، و"القلاوية" ..
وها نحن اليوم وبعد سنوات الجمر المؤلمة تلك ، نستطيع بكل فخرٍ أن نرفع القبعة امتنانا وعرفانا بالجميل لفخامة رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة ومن خلفه أفراد القوات المسلحة والأجهزة الأمنية ،
ونشد على سواعدهم أن يحاربوا التطرف اللفظي وخطاب الكراهية بنفس القوة والعزيمة وأن يقطعوا دابر المفسدين قبل أن تتحقق مساعيهم التخريبية.
يجب أن نحصن الحاضر ونعمل على تأمين المستقبل ونتصالح مع الماضي، لقد كانت هذه المضامين بارزة في خطاب رئيس الجمهورية أمام جماهير مليونية المواطنة ، ولن يأتي الانتشار المقلق لخطاب الكراهية بنتيجة تحمد عقباها، بل سيراكم الإشكال ويوسع الهوة بين مكونات هذه الأمة وليس أمامنا سوى التصدي لهذا الخطاب بتطبيق القانون ،
وأن نعمل على تقليص الهوة والفوارق الاجتماعية من خلال التعليم والتعليم وحده .. وفي هذه ستختلف المعارضة مع الرئيس أيضا ..!
إن سعي المعارضة إلى تشويه مقاصد مسيرة المواطنة لايوازيه قبح سياسي ، لكنه في المقابل كشف بوضوح أن الشعب لايوليهم أي اهتمام وباتوا حبيسي غرفهم المظلمة ،
وتلك نتيجة حتمية حين تسيطر الغوغائية بدل الحكمة والاعتدال .. إنهم ليسوا موافقين على سياسات النظام وخاصة تسيره للبلاد ويرفضون الحوار معه كان هذا خطابهم في السابق واليوم بات خطابهم أطلقوا العنان لخطاب الكراهية ..!
إن الفجوة الكبرى التي تعيشها هذه المعارضة تكمن في غياب المشاريع والرؤى السياسية وهي حتمية خلقتها السيطرة الوقحة للسطوة الفردية التي تسير بها غالبية تلك الأحزاب والتنظيمات السياسية ،
وأمام هذه الوضعية المقلقة لم يعد أمام الشعب الموريتاني سوى التخلص من هذه الزوائد المشوهة لديمقراطيتنا وغير المأمونة على وطننا .