لم يكن الأمريكي ستيف وود وهو يلج الخدمة العسكرية في العام 1996 يعلم أن الله سيفتح قلبه لدين الإسلام وعلى يد احد السجانين في معتقل خارج الولايات امتحدة الأمريكية هو معتقل غونتانامو.
شاءت الأقدار ان يكون عمل الجندي في الجيش الاحتياطي في القاعدة الأمريكية في القاهرة ليسمع الأذان أول مرة فيعجز الرجل عن وقعه لحظات الاذان ليتطور هذا الإيقاع في قلبه ثم يصل غونتانامو ويتصادف مع شاب سجين من موريتانيا اسمه محمدو ولد صلاحي فتعجبه أخلاقه وبسمته العريضة وصلاته في معتقله فيقتنع بالإسلام ويكتم إيمانه فترة طويلة قبل أن يعلنه أمام عائلته.
الشروق ميديا التقته مع سجينه السابق محمدو لد صلاحي وأجرت معه الحوار التالي:
ـ بداية لو حدثتتمونا عن شخصية ستيف وديانة أولى؟
أنا استيف أمريكي الجنسية ولدت في 15 ابريل 1981 في عائلة مسيحية متوسطة بمدينة بوتند وفي سن 16 التحقت بالجيش الاحتياطي الأمريكي وعملت جنديا وشغلت عدة مناصب ثم عملت حارسا في سجن غونتانامو.
ـ مالذي دفعكم لدخول دين الإسلام؟
أول صورة عن الإسلام كانت في مصر عندما كنت أعمل في القاعدة العسكرية الامريكية سمعت الأذان وكان وقعه في أذني جميلا رغم أنني لا أفهم كلماته لكن له وقع في القلب خاص بالنسبة إلي وما زال كذلك.
حينها بدأت اقرأ عن الإسلام وعن النبي محمد صلى الله عليه وسلم وعن القرآن الكريم، وتمضي الأيام وأنا في دراسة هذا الدين الذي لم أدخله بعد، حتى إذا وصلت سجن غونتاناموB في ابريل من العام 2004 وكان من حسن الحظ أني كنت حارسا للشاب السجين الأخ محمدو ولد صلاحي ورأيت كيف يطبق الإسلام الصحيح الجميل فاعتنقت الدين الإسلامي.
وكنت أكتم ديني يرجع ذلك إلى طبيعة عملي حيث كنت أخاف أن يظهر أنني أميل لديانة من كانت تصفهم أمريكا حينها بأسوأ الأسوأ، زد على ذلك أنني تحت المراقبة من كل جانب. وطبيعة عملي تقتضي السرية، هذا بالإضافة أنه لا يوجد في الجيش الأمريكي مسلمون كثر فاخترت أن لا أظهر إسلامي.
ثم رجعت إلى أمريكا وأنا مسلم أكتم إسلامي أذهب للمساجد خفية واقرأ القرآن خفية هداني الله لهذا الدين دون أن يعلم أحد بذلك ولفترة طويلة قبل أن أعلن إسلامي وأرجو من الله أن تدخل عائلتي هذا الدين.
ـ مالذي أعجبكم في دين الإسلام؟
حقيقة الإسلام دين عادل 100% يعاملك ربك حسب أعمالك (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره..) هذا هو أهم ما في الإسلام العدالة مع كل إنسان.
أما بالنسبة لي فما زلت أكررها يعجبني الأذان، الأذان كأنه قادم من السماء وليس مصدره الأرض، أما رسول الله محمد صلى الله فقد كان قدوة للبشرية كلها ، وكان لطيفا في معاملاته ، ويكفيه أن الله تعالى اختاره لتبليغ الرسالة للناس كافة.
أما القرآن فقد قرأت قليلا منه وأعجبتني سورة البقرة التي تتحدث عن جميع جوانب الحياة، تتحدث عن مغفرة الله لعباده، وعندما يصعب علي أمر يعود إلى معاني نفس السورة فينشرح صدري للإسلام.
يقع القرآن على قلبي رغم أنني لا أفهمه ولا أعرف اللغة العربية لكنه وقعه خاصا لا استطيع التعبير عنه، ومرة ذهبت إلى القاهرة وكنت أقيم في فندق قريب من الأزهر فالتقيت شابا وكان متزوجا ببنت أحد الأئمة وفي اليوم التالي دعوني إلى جامع الأزهر وكنت في الصباح الباكر وكان هناك ستة أئمة من مصر وكانوا من أحسن القراء وقرأو جميعا واحد بعد الآخر وكانت من أحسن تجربة في حياتي .
ـ لو حدثتمونا عن يومياتكم مع محمدو ولد صلاحي؟
لم أكن أتصور أن هذا الشخص هو الذي سأعمل معه وجدته إنسانا طيبا منفتحا، قالوا لي في البداية هؤلاء هم أسوأ الأسوأ في العالم، لكني لما تصادفت مع ولد صلاحي رأيت ابتسامة عريضة وخلقا رائعا رايت الإسلام بجميع تجلياته.
بعد أن سجن محمدو عقدا ونصف من الزمن كيف ترون محمدو بعد هذه الفترة من الصبر؟
نفس الشخص الذي عرفته لم يتغير ربما أكثر فرحا من قبل، كحارس للسجن لا تعرف الرجل لكن عندما خرج من السجن تبين لي أنه نفس الشخص بالفعل، لم يتغير نفس الأخلاق الإسلامية نفس الابتسامات حقيقة يعجبني هذا الرجل.