حبيبتي .. أراك تسللين من بين يدي دون ذنب اقترفته في حقك، أراك قررت الرحيل عني إلى الأبد أجل ذهبت غير مودعة حبيبا عاش معك أياما لن ينساها مدى الحياة، لقد جلست معك وسهرت معك عاما كاملا، هل تذكرين معي يا حبيبتي المودعة أياما من الخريف اخضرّت فيها الأرض وابتسمت معنا وفرحت معنا، هل تذكرين ليالي مقمرة قضيناها هناك في خريف موريتانيا، هل تذكرين قرع كؤوس الشاي المترعة على تلال انواكشوط الشرقية في ليالي كان البدر الفضي يبعث نوره إلى تلك الكثبان، ويهب النسيم، وسط أصوات خافتة من الفن الهادئ، على نغمات "ليّنْ" النعمة و"ابتيت" ديمي ، و"ابياظ" الميداح الأصييل.
ترحلين عني رحلة سرمدية إلى دهاليز الزمن ، أنت وأنت فقط من رافقني أيام ساحة الوغى إلى تلك الصحراء المشمسة حيث يتحرر الإنسان من جبروت الطغيان وتجمد الأصابع على الزناد، فيهلع ولا يرى إلا أعز حبيبة..
أجل لن أنسى لك ذلك الوفاء، أنت أول حبيبة ترافق حبيبها في كل لحظات الحياة أنت وأنت من عايشني خلال حول كامل في السراء والضراء، أنت لم تفارقيني لحظة من اللحظات.. هذه أنت فلم تودعيني هكذا دون معرفة الأسباب، هل خنتك هل سمعت كلاما من الوشاة الذين يسعون دهرا لأن يفرقوا بين المرء وحبيبته، هل ارتكبت في حقك ذنبا .. أبدا..
هل من عودة ولو لحظة لأبتسم لك وأودعك وأقبلك قبلة فراق لن تتكرر، عودي إلي.. أرجوك.. عودي لأوصيك بكلمات لا كالكلمات ودعيها تضاف إلى أسرارنا الخاصة، عودي لتري دموعي وأنا أتمعن فيك إذ تشدين رحلك غير ملتفة إلى الوراء لتلتحقي بحبيبات سافرن قبلك إلى طيات الزمن وصفحات التاريخ، فراقكن ـ معشر العشيقات ـ لا يتحمل أدري أنه ما من حبيب إلا وفارق حبيبته ، ولكن ليس بهذه الطريقة الفجائية، وليس بهذا الفراق أبدا ، فراق تقسم صاحبته أن لا تعود لحبيبها ليبقى ينتظر حبيبته جديدة لا يدري ماذا تخبئ داخلها، هل هي مثلك أم مثل الحبيبات الغادرات، وهل ستودعني في يوم من الأيام أم ستبقى معي حتى اذوق طعم الحب سنوات..
يا قومي أنقذوني .. يا قومي هل من نصيحة تديم علاقتي مع الحبيبات هل العيب في أنا أم فيهن، علموني كيف أكسب الصديقات والأصدقاء فترات أطول...
يا قومنا أجيبوني .. ما هذا الزمان الذي نحن فيه.. أجيبوني..