أكد محمد المصطفى محمد السالم القائم بأعمال سفارة موريتانيا في أبوظبي، أن مبادرة "سقيا الإمارات" التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أتت على الجرح .
أشار محمد المصطفى إلى أن الكثير من شعوب شمال وغرب القارة الإفريقية يعانون مع قدوم فصل الصيف من ندرة شديدة في الحصول على المياه النقية والنظيفة، لافتاً إلى أن هذه المبادرة جاءت في الزمان والمكان لتوصيل رسالة إلى جميع المحرومين في العالم من أن الإمارات ستظل عوناً وسنداً لهم في كل المحن والظروف القاسية التي يتعرضون لها .
وأضاف بأن نقص المياه النقية هو أحد أكبر التحديات التي تواجه ملايين البشر حول العالم، مشيراً إلى تقارير عدة سابقة وردت عن منظمات دولية كان من أهمها تقرير لمنظمة الصحة العالمية أشار إلى أن أكثر من مليار شخص محرومون من المياه النظيفة وإن الذين يموتون سنوياً بسبب المياه غير الصالحة للشرب 2 .3 مليون شخص كل عام، وذلك بمعدل 6% من الوفيات في العالم .
وأوضح أن حجم المسؤولية التي تضطلع بها دولة الإمارات لتخفيف المعاناة البشرية تحظى بتقدير كبير من قبل كل المهتمين بالشأن الإنساني خاصة ومن شعوب وقادة العالم عامة، لافتاً إلى أن احتلال الإمارات للمركز الأول في مجال المساعدات الإنسانية كأكبر مانح للمساعدات الإنمائية الرسمية قياساً بدخلها القومي الإجمالي في عام ،2013 هو أكبر مؤشر إلى تقدير دولة الإمارات للعمل الخيري والإنساني، لافتاً إلى أن الإمارات تتبع سياسة واعية في منح المساعدات تركز على الاستدامة في تقديم المساعدات والمبادرات الإغاثية مما خلق لها حضوراً دولياً كبيراً في كل المحافل الدولية .
وأكد أن أكثر المتضررين من ندرة المياه هم النساء والأطفال، حيث تزداد معاناتهم يوماً بعد يوم مشيراً إلى أن الحصول على مهمة جلب المياه في بعض المجتمعات الفقيرة أصبحت جزءاً أساسياً من عمل النساء والأطفال مما يؤثر سلباً في التحاق الأطفال بالتعليم وخاصة البنات ممن يوكل إليهن جلب المياه من أماكن بعيدة مما يعيق استمرارهن بالتعليم في بعض المجتمعات .
وأشار إلى أن روعة هذه المبادرة تأتي من كونها لم تتوقف عند حدود إقليمية وإنما انطلقت لتعالج قضية نقص المياه لكل الفقراء حول العالم وهو ما يشير إلى فلسفة دولة الإمارات القائمة على العطاء الإنساني الذي لا يتعامل مع الإنسان لا بناءً على هويته وإنما على إنسانيته، مشيراً إلى أن هذه المبادرة هي رسالة سلام إلى العالم ودعوة للاهتمام بقضايا الفقراء من أجل تحقيق غدٍ أفضل لهم ولأسرهم .
ولفت إلى أن هذه المبادرة ستسهم في دعم الكثير ممن يعانون شحاً وندرة في المياه، مشيراً إلى أنها جاءت في وقت مناسب جداً، خاصة مع حلول شهر رمضان الكريم ليستشعر الناس وهم صيام مقدار ما يعانيه آخرون من حرمان من المياه ليس فقط على مدار يوم وإنما لشهور وسنين، لافتاً إلى أن هذه المبادرة سيستفيد منها الكثير من المحرومين الذين لا يجدون رفاهية العيش في مجتمعات فقيرة تحتاج إلى قطرة ماء تروي عطشها .
وأكد أهمية المشاركة المجتمعية والتفاعل مع هذه المبادرة من قبل كافة أفراد ومؤسسات المجتمع، لافتاً إلى أنها توفر فرصة جيدة للتعبير عن الذات، كما أنها فتحت أبواباً للخير لكل باحث عن الإحسان في هذا الشهر الفضيل .
نقلا عن الخليج الاماراتية