هل ضحايا شيكاكو اهم قيمة من ضحايا ازويرات أم أن نقابي الولايات الأمريكية اكثر
وفاءا لزملائهم من نقابي موريتانيا؟
اجل ففي ٤ مايو ١٨٨٦ قام عمال شيكاكو في الولايات المتحدة الأميركية بشن اضراب عام بغية تحسين وضعهم المادي والمعنوي الذي لا يطاق.
وبعد فشل جميع محاولات الرأسمالية المتسلطة علي ثني العمال عن نضالهم تدخل الجيش بإطلاق الرصاص الحي علي العمال المضربين فقتل منهم العديد بدون رحمة.
لكن العمال واصلوا اضراباتهم واعتصاماتهم ومظاهراتهم وكل أشكال النضالات الاحتجاجية بكل بطولة وعزم.
وأمام هذا الاصرار المستميت،والروح النضالية العالية ارغم النظام الرأسمالية علي تلبية مطالب العمال وقبل فاتح مايو عيدا تاريخيا تخليدا لأرواح العمال الذين سقطوا يوم الرابع من نفس الشهر.
هكذ أصبح فاتح مايو عيدا دوليا للشغيلة بعد سفك دمائها الزكية.
وفي ٢٣/٠٥/١٩٦٨ شن عمال شركة مناجم الحديداالموريتانية (MIFERMA)إضرابا عاما ضد ظروفهم المادية والمعنوية الجهنمية. فقامت النقابة والسلطات المدنية والعسكرية بجميع وسائل الضغط والتضليل والتشكيك من أجل إفشال اضراب الشغيلة الموريتانية الفتية. لكنها اصطدمت باصرار ووحدة العمال علي مواصلة الإضراب حتي تلبي مطالبهم المشروعة.و
امام تعنت إدارة الشركة نزل العمال يوم التاسع والعشرين مايو الي الشارع في مسيرة سلمية موحدة فواجههم جيش النظام بوابل من الرصاص الحي بأمر من مندوب الحكومة الذي يمثل رئيس الجمهوريةهناك.
فسقط ٨ قتلي و٢٩ جريحا من بين جميع قومياتنا.
وفورا،قام الشهيد،سيدي محمد ولد سميدع بجمع كل معلومات المجزرة وتحرير وتوزيع منشور مدوي شاجبا بعبارات الإدانة والاستنكار هذه الفعلة الدنيئة.كما قام مكتب نقابة المعلمين العرب في أنواكشوط بتحرير وتوزيع بيان شديد اللهجة.
وفي ٥/٦/١٩٦٨ ترأس المختار ولد داداه مهرجانا في الأ مانة الدائمة لحزبه بغية تبرير المذبحة.
وفي نفس الوقت نظم المناضل سوميدع ومكتب نقابة المعلمين العرب،بقيادة نقيبه العميد محمد المصطفي ولد بدر الدين وجمهور غفير من الشعب مهرجانا أمام نفس المكان حيث يواصل المختار خطابه التبريري.وقامت هذه الجماهير الغاضبة بمطاردة الرئيس حين خروجه من المكان الي ان دخل القصر الرئاسي تحت حماية الشرطة.
وتزامنا مع هذه الاحتجاجات تظاهر تلاميذ ابي تيليمت وروصو. ومن اجل
التكفير عن ذنبه واسترجاع شعبيته قرر الرئيس جولة داخل البلاد استهلها بالتاكلالت حيث القي ،محمدن ولد كريم مدير المدرسة ومناصر لنقابة المعلمين العرب كلمة تاريخية ضد المذبحة رغم أن هذه القرية كانت ممثلة بسبعة مسؤولين كبار في السلطة آنذاك.وفي المحطة المواليةكانت مقاطعة اركيز حيث استقبل السكان المختار بقصائد المدح وكان من بين الشعراء،متسللا،احمد الحسن ولد أللا الذي القي قصيدة ملتهبة منددة بالمذبحة.
وعلي ضوء هذا السخط العارم واحتجاجات الاستنكار الشعبية الواسعة اوقف الرئيس جولته وعاد الي نواكشوط ليعتقل يوم ٢٢/٧/١٩٦٨ أعضاء مكتب نقابة المعلمين العرب وهم محمدالمصطفي ولد بدر الدين ومحمد الناجي ولد محمد احمد ومحمد محمود ولد خيري وبيلا با و احمدو ولد عبد القادر ومحمد المختار كاكيه ونفي بعضهم الي كيهيدي و بوكي و كيفة.
ولم يطلق سراح هؤلاء النقابيين اللا عشية افتتاح السنة الدراسية اي يوم ٢٢/١٠/١٩٦٨ بعد محاكمة ترأسها القاضي تانجا مامادو حكمت عليهم ب ٣ أشهر وهي المدة التي كانوا قد قضوها في السجن. ليتم تحويلهم تعسفا الي بوصطيل (محمدو الناجي )وغابو (بدر الدين) وأجار(احمدو)وبقي الأخرون في نواكشوط
وفي فبراير من سنة ١٩٦٩انعقد مؤتمر اتحاد العمال الموريتانيين في جو متوتر. وكانت نقابتي التعليم قد نسقت عملها النقابي .وفور افتتاح المؤتمر وأمام جمع من المسؤولين الكبار،من بينهم وزير الداخلية أنذاك، أطلق النقابي البارز سك دمب اطال الله عمره، صيحته التاريخية المزلزلة"قفوا دقيقة صمت ترحما علي شهداء ازويرات"،فوقف الجميع بما في ذلك أعضاء الحكومة!!
ومنذ ذلك التاريخ أصبحت الاحتجاجات المنددة بهذه الفعلة الشنيعة سنة علي امتداد التراب الوطنية قبل أن يوليها النقابيون الادبار
لماذا يحتفلون النقابيون الموريتانيون وكل سنة بمذبحة شيكاكو الاميريكية ويتناسون مذبحة العمال الموريتانيين في ازويرات ؟ هل يتنفل من عليه القضاء؟ هذا السؤال مطروح وسيظل مطروحا الي أن يجد الجواب.٢٩/مايو/٢٠٢٠
سيدنا ولد محمد