في ضوء الهجوم الأخير على صحيفة "شارلي هبدو" الفرنسية، يرجح الملاحظون أن يخضع الانتشار العسكري الفرنسي في منطقة الساحل الإفريقي في الحزام المحيط بليبيا، لعملية تعزيز أو إعادة تمركز استراتيجي في هذه المنطقة.
وتحتكم فرنسا على 3 قواعد عسكرية رئيسة و 3 قواعد أخرى متقدمة في كل من "نجامينا" و "فايا لارجو" في التشاد، و "نيامي" و فور ماداما" بالنيجر و "جاو" و "تيساليت" بمالي، تنشط جميعها تحت عملية "برخان" التي انطلقت العام الماضي، وتضم 3000 عسكري فرنسي.
فضلا عن ذلك، تتوفر فرنسا على قاعدة رابعة في العاصمة البوركينية واغادوغو حيث تتركز وحدة مكونة من قناصة محترفين لا يعرف عدد عناصرها بشكل دقيق، بحسب وسائل إعلام فرنسية.
وقد أطلقت هذه العملية في غرة أغسطس/لآب 2014 لتأخذ حينها مكان عملية "سرفال" في مالي (2013) و عملية "ايبرفييه" بالتشاد التي أطلقت منذ 1986، بحسب وزارة الدفاع الفرنسية.
وبالإضافة للـ 3000 عسكري المكونين للقوات البشرية لعملية "برخان"، بحسب وزير الدفاع الفرنسي "جون إيف لو دريان"، تسخّر العملية 20 مروحية و 200 عربة لوجيستية و 200 مدرعة و 6 طائرات مقاتلة و 3 طائرات بدون طيار و 10 طائرات نقل، بحسب نفس المصدر.
وتنتشر القوات الفرنسية أساسا على محورين رئيسين قارين: "جاو" شمالي مالي و "نجامينا" العاصمة التشادية، تنطلق منهما القوات نحو قواعد أخرى تشكل منصات تتابع تنطلق منها العمليات التي تجري جنبا لجنب مع قوات الدول المستقبلة لهذه القواعد.
وتشرف قيادة قوات العمل المشترك لوسط إفريقيا و إفريقيا الغربية المتواجدة في "ليون" الفرنسية على إعطاء الأوامر للقوات الجوية لمجمل التحركات في المنطقة، بغض النظر عن القوة الجوية الخفيفة والقوات الجوية الخاصة العاملة تحت إمرة "القوة الجوية الخفيفة لجيش البر الفرنسي" (أ ل ا ت).
وبحسب مصادر مقربة من القوات المسلحة الفرنسية، فإن "التهديد الإرهابي الإقليمي مازال قائما في منطقة الساحل، ولعل ما يزيد في خطورته هو طبيعته العابرة للقارات بالنظر للطبيعة الصحراوية للمنطقة، ما يستدعي مقاربة جديدة لمواجهة المجموعات المسلحة التي تنشط أو تمر بها".
فرنسا، أخذت قرارا بإعادة ترتيب انتشارها وطريقة قيادة عملياتها في مجمل قطاع الساحلي الصحراوي بشراكة مع دول المنطقة، بغرض الإبقاء على الضغط المسلط على هذه الجماعات المسلحة، فيما مجال يتعدى الحدود المالية، وكذلك بهدف الاستعداد لتدخل عسكري محتمل في الجنوب الليبي، بحسب المصادر نفسها.
وفضلا عن التشاد ومالي والنيجر، تجد كل من بوركينافاسو و موريتانيا نفسيهما معنيتين بالعمليات العسكرية والاستراتيجية الفرنسية.
ارم