الشروق ميديا ـ نواكشوط : "بالأمس القريب قدمت إلى المغسلة نسوة منقبات وسلمن جثمان طفل مع شهادة وفاة من مستشفى الشيخ زايد، ولما دخلت جنازة الطفل وغسلت وكفنت بحثنا فوجدنا النسوة هربن وبقيت الجنازة والمسغلة لا تتوفر على ثلاجة ..!!"
هكذا صرحت لنا السيدة منتو بنت محمد فاضل المسؤولة عن مغسلة مسجد الرابع والعشرين، وهو تصريح يلخص حالة مغاسل الموتى في العاصمة نواكشوط التي قامت الشروق ميديا بزيارتها خلال الايام الماضية.
تتطور عمليات التحايل في المغاسل لتصل إلى انتحال شخصيات، ففي ساعات الليل الأخيرة وقعت عمليات عدة لأهالي الموتى حيث يتم الابتزاز وانتحال الشخصيات حصلت قصة مع أحد الحاضرين وتحدث لنا قائلا: "وصلنا الساعة الثالثة إلى مسجد الرابع والعشرين وومعنا جنازة فوجدنا أشخاصا ملثمين قالوا إنهم عمال المغسلة، غلسلنا الميت وكفناه وطلبنا إعارة صندوق فقبلوا شريطة أن نترك لهم مبلغ 10.000 أوقية قديمة مع بطاقة التعريف ووافقنا وبعد عودتنا من المنزل لم نحصل على البطاقة ولا المبلغ ولاحظنا أن الأشخاص لم يكونوا عمال المغسلة بل هم لصوص امتهنوا هذه المهنة وخدعوا بها الأهالي.."
انعدام الثلاجات ..
في مدينة نواكشوط اقل من عشر مغاسل للموتى ففي مسجد الشرفاء مغسلة وفي مسجد التوبة بالرياض مغسلة وفي مسجد ولد أم أحود بالرياض مسغلة وفي مسجد الإخلاص بتنسويلم مغسلة وفي الرابع والعشرين مغسلة، هذه المغاسل المشهورة تنعدم فيها ثلاجات الموتى تماما وهو ما يجعل أهالي الميت وعمال المغسلون يسارعون في تجهيز الجنائز مهما كانت طبيعتها.
وقد حدثت عدة وفيات غامضة ومفاجئة ولم يجد الأهالي الوقت للتأكد منها وزيارة الطبيب الشرعي لتلك الحالات، حدث ذلك في العام 2012 عندما وصلت جنازة لرجل اربعيني كان يجالس صديقه وفجأة أعلنت وفاته وقال الصديق إنه لا يعلم تفاصيل القصة، اقترح الأهالي فتح تحقيق لكنهم عدلوا عن ذلك بحجة أن الميت يحتاج إلى التسريع وأن مغسلة الرابع والعشرين لا توجد بها ثلاجة.