إلى أمى التى ذهبت إلى الله وهي التى كانت رهينة محرابيها محراب الصلاة الدائمة والذكر الذى لاينقطع ومحراب شوق لاتهزه الليالى إلى ولد غريب بعيد مقهور كانت فى كل وقت تنتظره باسما يطرق الباب بهدوء ليرتمى فى أحضانها
إلى وطن باعنى بعض أبنائه نهارا جهارا ولم يبذل أبناؤه الآخرون خاصة فى أعلى الهرم أي جهد لغسل ذلك العار
إلى الذى تقاسم معى الغربة والألم وقهر الرجال أخى فى الله والنسب والوطنأحمد ولد عبدالعزيز الذى حرك قضبان الزنزانات إيمانا وصبرا واحتسابا وتحملا ورباطة جأش
إلى كل من أدمت قيود الظلم جسده وسالت روحه على حد ظباة القهر والتوحش والظلم البواح
إلى كل أهلى وعشيرتى وأبناء وطنى الغالى وشعبى الكريم
الى كل الذين أذابوا زهرات حياتهم خلف قضبان يعشش فيها الظلم وعلى أسوارها تموت الحرية صلبا وتنكسر حقوق الإنسان منهزمة كاسفة البال وتنتحر قيم الإنسانية والحب والتسامح والمودة
إليهم جميعا أهدى هذا العمل الذى كتبته بالدم والدمع والعرق فى ظلام أكثر بقاع العالم سوادا ونحسا وبؤسا معتقل "أغوانتانامو" سيئ الصيت
وإلى أن تشرق الشمس ويولد الصباح وتغسل إشراقة الحرية شؤم سنوات من الظلم والقهر أترككم بخير وأنا أردد مع نزار قبانى بصمت موحش لكنه لايعرف اليأس:
( عشرون عاما وأنا أبحث عن ارض وعن هوية
أبحث عن بيتى الذى هناك
عن وطني المحاط بالأسلاك
عن كتبى
عن صورى
عن كل ركن دافئ وكل مزهرية)
محمدو ولد صلاحى