ايام التعذيب في باغرام / السجين محمدو ولد صلاحي

خميس, 2015-01-22 10:56

"......لم يسمح للمعتقلين بالتحدث إلى بعضهم البعض , فقط كان الجميع يتبادلون النظرات , كانت عقوبة الحديث تعليق المعتقل من يديه وقدماه بالكاد تلامس الأرض , رأيت أحد المعتقلين الافغان وهو معلق يتدلى وهو ينزف , مررت عليه بضع مرات وهو في هذه الحال ,كانت الممرضات تأتي لإسعافه ثم يعاد تثبيته مجددا , كان بعض المعتقلين أكثر حظا، حين كان يعلق الواحد لفترة معينة ثم يتم تنزيله حاول معظم المعاقبين التعبير عن الشكوي ، الأمر الذي يجعل من حراس مضاعفة عقابهم.

كان هناك زميل أفغاني آخر وهو رجل مسن ، يقال أنه ألقي القبض عليه كي يسلم ابنه ,كان هذا الرجل يعاني نفسيا و عقليا، لم يكن يستطيع التوقف عن الحديث , لم يكن يعرف أين هو، ولا لماذا هو هنا ..... أبقي عليه الحراس معلقا بإحكام. كان فعلا يرثي لحاله ... أحد الايام ألقوا به على وجهه، كان هذا الشيخ يبكي مثل الطفل......

تم وضعنا في حوالي ست أو سبع خلايا ,كل خلية محاطة بالأسلاك الشائكة الكبيرة، كانوا يدعون بعضها باسم العمليات التي تجرى ضد الولايات المتحدة: "نيروبي"، "يو اس اس كول "،" دار السلام "، وهلم جرا........في كل خلية وكان هناك أحد المعتقلين يدعى "الإنجليزي"، وكانت مهمته هي ترجمة الأوامر لزملائه المعتقلين. كان "الإنجليزي" في مجموعتي رجل من السودان يدعى [؟ ؟ ؟ ؟ ؟]. وكان من الواضح أن لغته الانجليزية غير جيدة ، سألني سرا عما إذا كنت أتحدث الإنجليزية. "أجبته بالنفي. ولكن كما اتضح فيما بعد كنت شكسبير مقارنة له.

كان انطباعي الأول عندما رأيت الجنود الامريكيين هو التفكير دون انقطاع: "أي رجال هؤلاء ، ماذا يأكلون ؟" معظم الحراس طويلو القامة، وذوو أحجام كبيرة . بعضهم كان وديا والبعض الاخر عدائيا جدا. كنت كلما أدركت أن أحد الحراس عدائيا، تظاهرت بأنني لا أفهم الانجليزية. أتذكر مرة جائني أحدهم و بوجه عبوس وناداني بصوت مرتفع . 
أنت هل تتحدث الإنجليزية؟" أجبته "لا إنجليزية" قال "نحن لا نريدك أن تتحدث باللغة الإنجليزية، نريدك فقط أن تموت ببطء"، بقيت أردد " لا إنجليزية،" لم أكن أريد أن يعطيه أي انطباع أن رسالته وصلت.

كنت بالفعل أعيش أيامي في حالة رعب. كان الصراخ و الأنين يحيط بي من كل جانب ، حاولت قدر المستطاع تجنب رؤية التعذيب , لكن ماإن التفت حتي يترائ لي هذا المعتقل أو ذاك . لا أريد هنا أن أحدث عن ما سمعت عنه، وما اكثره , أريد فقط أن أقول ما رأيته بعيني,كان بجانبي مراهق أفغاني في سن 16 أو 17 سنة أبقوا عليه واقفا لمدة ثلاثة أيام، كنت مستاء جدا لحاله , كلما سقط هذا الشاب جاء الحراس يهتفون "لا لنوم الإرهابيين"، ثم يجعلونه يقف مرة أخرى تماما مثل شجرة........" 

من كتاب "يوميات اغوانتنامو للسجين محمدو ولد صلاحي 

اقرأ أيضا