ستخرج يا اخي،بيرام، أيها المناضل الشجاع، انت ورفاقك، من سجنكم,- باذن لله- بقي من بقي, ورضى من رضى, وكره من كره, وغضب من غضب.
ايها، الاخ المنافح المناضل، بيرام قد اخطأت, واخطأت, وأخطأت, وأخطأ بعض اخوانك، من مدعي، "القيادة" و"الزعامة", او الريادة والرءاسة..، مدعي الدفاع عن الحراطين وماءسيهم ومعاناتهم- وأوكد هنا انه ليس لنا اعتراض على أدعائهم, ولانوصي بمنافستهم أو مزاحمتهم في تلك الالقاب والصفات..-لان ذلك ليس من ثقافتنا ولا من تربيتنا, ويقينا، يتنافى مع عقيدتنا النضالية, علاوة على ان المقام، مقام صدق مع الله ومع النفس ومع التاريخ ومع الناس-الضحايا- ورغم اننا ننبذ’ ونستهجن أي أدعاء لا يلتزم صاحبه بالعمل على تجسييد مضمون مشروعه على الارض وعلى الواقع والوقائع, الا اننا لن نعترض على" مدعي"، ولان الامر جلل والجرح اعمق, والمشهد التامري بين وصريح, و غالبية ردود الافعال كانت جبانة,ولاتحتاج مايزيدها او يرجح كفتها, وتحاشيا لكل ما يمكن ان يعمق مأساتنا نحن الحراطين أويوسع جراحنا, أويثقل كاهلنا، أويصدنا ازمان الى الوراء, فاني و كأخ يؤلمني ما يؤلمك, ويضرني ماضرك وضر ملايين الحراطين, أقولها، وبصدق" انك اخطأت, ولكنك مظلوم, انك أخطأت ولكنك منصور، انك اجتهدت ولكنك مأجور باذن الله تعالى.
نعم, تخطيء كثيرا وقد اخطات،يا أخي المناضل، بيرام ، بارادتك اومجبر، أخطأت بدخولك حلبة صراع وسخ "امبلكة", وبادوات لا تصلح التربة والظرفية الحالية لنموها, و بخياطة وبتفصيل وبثقافة وسياسة البيظان العفنة.. , فدخلت متوهما لنفسك ولقومك " عمل سلمي, في ظل ديموقراطية كاذبة ابتدا، وفاسدة اصلا ومبنى, ديموقراطية(لعبة) مصممة، وبعناية من قبل اعداء الحراطين, اعداء الانسانية.
نعم, اخطات وخطأت كثير من الاحرار والشرفاء, في زمن قذر, لا يقود ه و لا" يلعب" فيه الا، الاوغاد من البشر....
نعم اخطات، بسلمية المسيرات مع من لا يؤمن لا بمسيرات ولا بسلم. البعض منا- وهوطبعا يمثل الاقيلة حسب المعطيات الحالية-متنازل -مجبرا او ملتزما-وانا منهم، لخيارسلمية النضال..ولكن هل فعلا هنا ك بريق أمل في قدرة الاساليب السلمية لانجاز المطلوب؟ و اذا كان قد يتحفز البعض بان يجادل او يحاجج على مثل هذا السؤال، فهل اتجاه السلمية، بأساليبه وعروضه الحالية...قادر على تأدية النضال بسلمية، حقا كما يجب, وبالوعي والادراك الكافيين لذلك, وهل انتم مقتنعون-حقا-بقبول الظلمة لآي عمل او فعل يقوم به حرطاني, اذا كنا نعلم يقينا, ان سيكولوجية البيظاني لا تشعر بارتياح عندما يقوم اي كوري او اوحرطاني برفع مطلب يتعلق بحرية او عدل؟، لآن ثقافة ؤالئك الناس، تستنكر وتستكثر علينا مثل ذلك, و لآنها تضعنا, وتصنفنا بشريا ووطنيا, بوظائف محددة، يجب الا نتعداها: وهي تلبية حاجاتهم وتأدية "خدماتهم" ليس الا ؟
أخي القضية واضحة والمعادلة بينة: الحراطين بشر بالاملاين (مايربو على المليوننين في موريتانيا ومايزيد على المليونين، ابعدوا أو أجبروا على الهجرة الي السينغال ومال، والتيجر، لعل اخرهـم فرقـة اولاد البلاد المناضلة)، مستعبدين ومستخدمين من قبل بشر اخر اطلق على نفسه "البيظان" تمييزا وتشريفا, وترفعا لهم على غيرهم من ساكنة موريتانيا الاخرين من عبيد-أي الحراطين والكور او الزنوج. هذا هو الاساس والعنصر الاصلي والاول من المعادلة. اما العنصر الثاني، فهوان الحراطين -ولآمر حتمي، قدره الله سبحانه وتعالى, لابد ان يجاهدوا ويناضلوا لرفع الظلم عنهم، ولو بايديهم: قال تعالى " فمن أعتدى عليكم فأعتدوا عليه بمثل ماعتدى عليكم". وقال:"أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير ". وقال عليه الصلاة والسلام:" من راى منكم منكرا فاليغيره بيده فان لم يستطيع فبلسانه, فان لم يسطيع فبقلبه وذلك اضعف الايمان". وقال-ص-" المسلم اخو المسلم لا يظلمه و لا يخذله و لا يحقره ، التقوى ها هنا و يشير الى صدره ثلاث مرات ، بحسب امرئ من الشر ان يحقر اخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام : دمه و ماله و عرضه .﴾
ولآن ما أخذ بالقوة لن يرد بغيرها, ولان ماتطالب به، أيها المناضل، كان قد أخذ عنوة وبالقوة وبأ قساها وانذلها(الاسترقاق بالبيع, بالشراء وخطف الاطفال وسبي النساء والتركيز على ترويضهن...), واليوم بالقوة العسكرية, والقضائية, و الثقافية, والسيطرة الاقتصادية والمالية،والتهميش والحرمان...
اخير، التفت البيظان الى مفهوم الدولة, و معناه ,فنشاهدهم اليوم، مضطرين- ولو مؤقتا - الى الالتجاء اليها وتحميلها ضرورة القيام بالدور، الذي لم تعد عقولهم وسواعدهم، قادرة او تنفع للقيام به. الى حد الآمس، لم يكن البيظاني، يؤمن بالدولة،(بمفهومها الوظائفي) ولا يعـير اي اهتمام لما يجب ان تقوم به، الان يستجديها لحماية الوطن(زريبة الرق) و يتكل على اهمية دورها الذي عليها القيام به, دون ان ينسوا تحديد هذا الدور, المتمثل في:
* المطالبة بقتل الحراطين،( المطالبة بـاعدام من احرق عينة من كتب النخاسة)، بعد ما أغوتهم ثقافة الاسترقاق, .و بنظرة استعلائية، خولوا لانفسهم حق تحديد، من هو المسلم, ومن هو الوطني ومن هو الخائن.. ومن هو الفاسق والمرتد, ومن نكنوا نحن -الحراطين-؟
* سجن, وضرب وتعذيب ..الحراطين، حتى يتعظ الضعفاء والجبناء منهم ,ليتم ثنيهم عن مساعيهم في المطالبة بحقوقهم الثابتة.
الدولة ( السلطة): السفينة المهترئة، والتي ...تكسرت على صواريها، رجولة البيظان، فاسحـين المجال، لاجبن واغبى ربان، ليقودها الى نهايتها, الربان السارق، ولد عبد العزيز، الوسيط والشريك في صفقة عكرا-غانا- للمخدرات. هذه الدولة والتي تتولى اليوم القيام بالدور القهري والتسلطي، الاسترقاقي للحراطين، نيابة عن البيظاني الفرد والقبيلة،هي التي يسء الفهم من يحتكم او يستسلم, للقيم والاركان التي شيدت عليها، انها دولة برغبة البيظان ولمصلحتهم وعقليتهم. واذا نحن لم نقف في وجهها بالاسلوب الانسب، فان اغراقها,بمن فيها- حادث لا محالة .
ان حتمية الاحتكام الى الله والى ما أعطى لابد حادثة...وان اي طريقة اخرى قد تكون سببا في تاخير الحل بدل من تعجيله .
فالبيظان استعبدو وانتهكو وظلموا الحراطين، ليس بمسيرات اقنعت الحراطين بقبول العبودية وتسليم ارواحهم واجسادهم للسادة كعبيد ثم التخلي عن دينهم وادميتم، ليتفرقوا بعد ذلك...لخدمتهم, وتعدادهم واعدادهم للدفاع عنهم في السراء والضراء, وفي داخل موريتانيا والدفع بهم خارجها لضمان سلامة وسيطرة البيظان -(دور الحرطاني هو خدمة البيظان و حماية قبائلهم .. -)، وانما كانت القوة القهرية: الجسدية والمعنوية والروحانية والدنية، هي الادوات والوسائل الابرز والمفضلة التي بنى عليها البيظان هذا البنيان الظالم، و المشيد اليوم, والذي لا خيار لنا, اليوم او الغد، غير هدمه, و تسويته بالارض, ان -نحن- -حقا- اثرنا الحرية, على الظلم. فاسترقاقنا تم بالعنف, ويراد اليوم-بنا-, المحافظة علينا كعبيد لصيقين او ملصقين بالبيظان. فنحن لم نستعبد ونظلم بسبب خداع او تحايل ولا بسلوك او باسلوب سلمي ولابوسيلة تحضر وانما استعبدنا ولازالنا اعنوة وقهرا وبالقوة و بالدم. تذكروا تجنيد الحراطين, من اجل من؟ الوطن؟ وطن من؟ من يستقبلك بتحمس لصفعك او تقييدك؟. أنــه وضع بين, واسبابه وجذوره معلومة, والاسلوب الامثل لتغييره يجب ان يكون واضحا ومعلوما ضرورة, اما ا ن نتوهم ان في ارضاء او استرضاء، عقلية وثقافة، ظالمة، مشيدة على العنف وبالعنفـ، فذاك وهم لاغير, وهواستنتاج لاتقبله عقلية، لا يحيد عنها الا هالك" او(سو)-بمفهوم البيظان-. فالتظاهر السلمي والدخول معهم بما ارتضو من خطط باطلة, أثبت الى حد الان، انه لن يؤدي الا الى تمزيقنا وتاخيرنا عن مسعانا, في بلوغ حريتنا, فضلا عن انه-التظاهر-يتماشاء, ويتطابق مع كل ما خططوا له, وبالتالى لامناص من الحكم بان السير في ذلك النهج، المجافي للصواب..لن يوصلنا الا الى التمزق والاستغلال من قبل جهات متعددة.
انها ثقافة الاسترقاق: تفكيرا, سلوكا وممارسة, تلك الثقافة التي حرص أهلها على غرسها بطرق شتى(دينية واجتماعية..), مكونة، بذلك بعدا أجتماعيا و نفسيا"سيكولوجيا"، رهيبا, عم الجميع واستحوذ علي الضمير الجمعي لمكونة البيظان، فاضحى، اقصى ما يمكن ان يبرربه، مثلا التقدمي أوالاسلاموي الموريتاني، في تعاطفه الظاهر مع نضال الحراطين، هو " المحافظة على الوحدة الوطنية", أوالخوف من الحرب الاهلية أو استغلا الغرب او الغير او التاثير بهم لمضايقة نظام او شيطان.. ". اما ان يكون حق الحراطين في الحرية الطبيعية والكاملة، من قبضة البيظان اوالتحرر من ثقافتهم الظالمة او سخافاتهم اللا انسانية، سببا واقفا او مستقلا بنفسه، فذاك امر لم تنتجه بذور ثقافتـهم. اي ان الوقوف مع الحرطاني الانسان عجزت ثقافة الاسترقاق ان تثمر او تخرج متعاطفين: لهم ضمائر او أحاسيس اصيلة ووطنية وانسانية سليمة، لا تحتاج الى تكلف او تزلف’ او شتراط, أو اقتران. أن تكون ادميتك او وطنيتك او انسانيتك او وعيك بذاتك وبقيمتك وقيمك، اسباب كافية في ذاتها، لتجعل بيظاني يقف معك او لك او بجانبك اويؤييدك، دونما حاجة الى مبرر خارج عن قضيتك، ( كالحرص على وحدة او حدود او هوية)، وحقك, امر لم نشاهده ولم نشهد به بعد..
ايها الحراطين افيقوا, ولا تخدعوا انفسكم, واخشوا قوله تعآالى" .... يخادعون الله والذين امنوا وما يخدعون الا انفسهم, وما يشعرون في قولبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب اليم بما كانوا يكذبون..." فانتم لا تعيشون مع مسالمين ولا مع مسلمين حقيقين ولا تعيشو ا في وطن ولا مع وطنين, و لا تعيشوا في مجتمع متحضر ولا حتى يؤمن بالحضارة واسلوبها بل مع ظالمين عملاء للغرب ولغرائزهم الحيوانية..
ان العمل النضالي ايا كان نوعه ودرجته لا اهمية له الا بالتصاقه بفاعل مدرك لكل المتغيرات والعناصرذات التاثير الايجابي لمسار النضال, .. والفاعل لا بد ان يكون مدركا لحدود امكاناته.. ولزمانه وملم بمحيطة الحقيقي وليس الافتراضي، حتى يستطيع التمكن من تحديد الاهداف وترتيب الاوالويات.
سلسلة الاعمال والافعال، والتي قامت وتقوم بها الحركة التحررية للحراطين بصفة عامة وايرا بصفة خاصة، هي أفعال اخلاقية, وواجب انساني, وامر حتمي ومهم في تشييد وبناء عمل نضالي أصيل، لاستعادة الحراطين لحريتهم..لكن تفادي العثرات او السقوط في الاعيب البيظان, لا يمكن ضمانه الا بالعودة بالاساس الى اسس وقيم نضالية.. متجذرة, متطورة, ومستمرة ، يفترض وملزم كل مناضل صادق بمراجعتها وتنقيحها وتصحيحها، كل ما دعت الحاجة او تغيرت المعطيات..
جات مسيرة الحقوق العقارية في قمة وذروة عمل نشيط ابى مناضلي ايرا الا ان يؤكدوا عزمهم واصرارهم على الدفع به الى الامام.. لكن, لكن، لكن..لا اقول زلة, بل "اندفاع بشري"، غير ممحص الزمن والظروف المحيطة به, علاوة على ان الارضية المكذوبة(سلمية مجتمع البيظان المتخيلة), او قعت "عثرة", كان العمل الموجه اول" مصاب", وكانت "عقيدة" نفعية الاولويات مصاب ثاني، لنذكر هنا ان" الاولويات المهمة"، في الظروف الملائمة، قد تم تجاوزهما، فمثلا: لماذا لم تعطى أو تقام "المسيرات السلمية"للدعوة الي حياد وتحييد الشرطي, الجندي,الدركي, الحرسي الحرطاني؟ الذي اوجده البيظان فقط لضربك او قتلك او حماية ظالمك. ولا يهم الظالمون في موريتانيا ان كان، هذا الجندي، هو امبارك ولد معط الله أو محمود ولدامباركة اوالكيحل ولد معط ملانا او الخير ولد اعويشه, لا يهم اصله او فصله..،ما يهم هو جسمه وما يمكن ان يؤديه وينجزه للظلمة. لماذا لا تكون المسيرة ذاتها مسيرة موجهة للحراطين باطرهم و(عطورهم) ومتعليمهم وكادحييهم، للدعوة الى وحدتهم النضالية وبغض النظر عن تباين افكارهم, ومشاريبهم, وجهاتهم.. وتوجهاتهم...اوالدعوة الى ضرورة ايجاد عمل جماعي(لآن استراتيجية البيظان المورثة عن المستعمر الغربي ترتكز على تفيت الحراطين وقواهم النشيطة على الجهة والقبيلة والمستوي التعليمي المؤدلج...لخ) بين قوى وفعاليات الحراطين لوضع خطة بسيطة للتوعية بادمية شعب الحراطين؟ لماذا لا تكون المسيرة للدعوة لتوضيح الخلط الجهنمي, والمقصود بين حقيقة ما نطالب به جميعا كحىراطين وبين الدين او الوحدة او الدولة او السياسة والقومية والهوية, والتي" نلبس" بها من منظر البيظان بدل منظور الحراطين -غير المشوهين ؟
لماذا نحكم على عجزنا.. او نأخر المطالبة بضرورة فك الارتباط بين حقيقة اهداف الحراطين في الحرية وبين استخدام تلك الاسماء والمفاهيم الكاذيبة، والتي تصر منظومة البيظان الثقافية على فرضها و خلطها بحقيقة مطالبنا في الحرية والعدالة والمساواة، خلطأ يراد من ورائه تحقيق أهداف كثيرة غير نزيهة ولا منصفة، ومن بينها تشويهنا اما م الضعفاء ومحدودي الفهم السليم، سعيا لتعطيلنا واصطياد غير الحذرين منا في اكاذيب قد تنجح في عرقلتنا او عرقلة البعض منا- ولكنها حتما لن تثنينا ولن ولن ولن تنتصر علينا( لانه بصدق وببساطة، صراعنا،صراع اردات، مبني بوضوح على عقيدتين مختلفتين كل الاختلاف:عقيدة الحق، اللازم انجازه وتحقيقه, وعقيدة الظلم والظلامية الزائلة لا محالة).
هذه بعض الامثلة لبعض القضايا الواجبة على مناضلي الحراطين والتي, كان بمنطق الاولويات لها حق التقدم ان عززت الظروف حظها من الاثارة، لكن تم التضحية بها او تاخيرها بسبب اهمال متغيرات الزمان والمكان اللذان صادرتهما مسيرة الحقوق العقارية وخاتم السلمية المصاحب.
الاخ المناضل بيرام عليك انت واخوانك، عدم تضييع الوقت والجهد.., اذ ان موريتانيا وحتي كتابة هذه الحروف, وبمتابعة دقيقة لكل ما قيل وكتب و"هذي" به منذ شهرين’ وبربطه بتاريخ طويل من العيش الحاف والتعايش القهري, لم استطيع مجاراتك او مجاملتك في "التظاهر" بان هناك "قواسم مشتركة" بين ما نحسه ونفكر به, وفيه, كحراطين وكبشر, وفوق كل ذلك كمسلمين, وبين مكونة البيظان باطيافها. نعم الارضية غير صالحة لعمل سلمي مع بشر غير مؤهلين بعد للبحث عن "تعايش" من نمط غير الذي الفوه, اذ كلما ـاوه او همهم او صرخ حرطاني بوجع او تفوه بحاجته الماسة الى"حق" او فرج، أوبحق بسيط، حتى ولو كان اجر خادم منزل، هلع وهرول المرجفون والمتعلمون والمفكرون-ان وجدو- واليساريون واللاسلامويون والنرجسيون اصحاب دكاكين السفارات وكل طيف البيظان, هلعوا يصرخون, -حتى يخيل للراي والسامع، اننا من كوكب غبر الارض اواننا قلنا منكرا-هرعوا وصرخوا يتفلسفون فيما لا يحسونه ولايقدرونه ولا يدركون كنهه, وهم عنه ساهون لاهون، وعنـه مسالون ومذنبون ومحاسبون في الدارين" الا من تاب وعمل عملا صالحا". فلم أجد او أحس اوادرك في تلك الزوبعة أن تدخلا انطلق من أسباب الرق وعلله, أو اولى اي ادني اعتبار للحقائق المشروعة التي نؤسس نحن عليها منطقنا، وعلى راسها:
* حقنا في النضال بمانراه دون اي حق للاخر في الاعتراض عليه,خاصة اذا كان هذا الاخر محل شك واتهام.
* حقنا في عدم التشويه او السطوا على اختيارنا للغة التي نحس ونعتقد انها تعبرعن مستويات احسيسنا وادراكنا, بدل وضع انفسهم اوصياء علينا.
فهمت وتأكدت من ابجديات تلك الزوبعة, ان البيظان يصرون على ان مطالبة الحراطين بالحرية، لابد لها من تقييد, والقيد هنا هو ان نصرخ بمالايؤلمنا, ولم يضرنا وهو الوحدة ..والهوية... وكل المفاهيم المغلوطة والتي لا علاقة لها بما هو واضح في قضيتنا
الوحدة الوطنية وما يضر بها لم نتعرض لها في ادبياتنا ولا في احتجاجتنا, مما يعني ان الاصرار على اقحامها او ربطها بمطالبنا في الانعتاق والحرية والمساواة..., هو كيد دنيء صادر عن خلفية ثقافة الاستعباد. رغم ان ارواح الحراطين التى فارقت الارض لحماية موريتانيا هي اكثر من ارواح البيظان الذين يستغلون موريتانيا.
الهوية:هوية البيظان ليست هويتنا ولا يتشرف اي حرطاني-سليم العقل, غير مسكون بالخوف اوالطمع, او مشوه الخلق- في الماضي ولا في الحاضرالاعتزاز او الدفاع عنها. الهوية العربية هوية لآهلها الذين يعتزون بها, وربما يحسون في وجدانهم, وليس وجداننا، انها تعني لهم"شيء" وربما قد جلبت لهم ما يجعلهم يفتخرون ويلتصقون بها,...وبالتالي، فهي وان كانت لها رفعة, فهي لهم, غيرانه يجب ان يؤكد ان رفعتها وارتفاعها لم تنفع الحراطين في شيء,وقطعا لم تشرفنا في الماض ولا في الحاضر، وبيظان موريتانيا-اليوم غير مؤهلين لفرضها على الحراطين..مادامت 95% من الحراطين مغيبون, ولم تفيق بعد، لتقول كلمتها, ومادمنا-نحن- من نوضع في الواجهة, نقول"لا". و أذ ان, المعركة لم تبدأ بعد، فان اثارة مسالة الهوية, هو اسلوب استعماري، لآلهانا وتشويه العقول الضعيفة, وهذا بحق عمل غير انساني, بيعد عن الوطنية, وبالتالي فهو ظلم بين لمفهوم المعاضدة او المساندة.
موضوعنا وقضيتنا هو: الرق وما انتجه من ظلم وقهر وانعدام عدل وسؤ معاملة وعدم مساواة . واذا كان صلف ونرجسية البيظان، تجيد في الا نتماء الى العروبة مصدر فخر واعتزاز,فانها بالنسبة لنا هي مصدر خزي وعار وحرمان وظلم, وباعث لنا في ان نعمل على ان نكون او لا نكون ...
فهويتنا الحقيقية،هي:" لا اله الا الله ومحمد رسول الله-ص"-, الهوية الرفيعة, القريبة, وليس لارادة واعية وحرة, تفضيل قبول هوية غريبة,جبرية, دنيئة على رفيعة قريبة. فنحن, مجتمعان مختلفان، كل الاختلاف, في الماض وفي الحاضر,و في الاحساس, في التفكير, في الآ لام وفي الامال.., وبالنظر الى هذا التباين الصارخ..وهذا الواقع البين، فهـل يمكن لشعب الحراطين الارتهان الى سلمية العمل النضالي لتحقيق العدالة والمساوات في موريتانيا .؟؟!
المختار الطيب المختار
عضو حركة الحر
يناير19/2015