بثت القناة الألمانية الثانية فيلما وثائقيا عن حياة المهندس الموريتاني محمدو ولد صلاحي والظروف التي تم فيها اختطافه إلى اغوانتنامو.
وعلقت الصحفية بالقول "إن اعترافات ولد صلاحي كلها كانت التعذيب واعترف بجرائم لم يقترفها:
وقابلت شقيق المهندس يحظيه ولد صلاحي وسألته عن الظروف التي عاشتها العائلة بعد اختطافه.
وهذه ترجمة الفيلم كاملة:
لقد استقبلنا عند مدخل المطار حين قدومه من لندن يحظيه ولد صلاحي الألماني من أصل موريتاني قادم للتو من لندن خبير الكومبيوتر يعمل كلما في وسعه من أجل شقيقه الذي يقبع في سجن اغوانتنامو ..
يحظيه ولد صلاحي:
"أنا وكل أفراد العائلة مقتنعون ببراءة محمدو ولد صلاحي لذلك سأعمل كل الطرق المشروعة لإخراجه من هذا المعتقل"
يحظيه هو شقيق المهندس محمدو ولد صلاحي البالغ من العمر أربعة وأربعون عاما يقبع محمدو من ثلاث عشرة سنة في اغوانتانامو، ويعتبره الأمريكيون من أكبر الإرهابيين الذين خططوا لأحداث الحادي عشر من سبتمبر، رغم أنهم لم يستطيعوا إثبات أي دليل ضده كما لم تقدم ضده تهمة"
منع من النوم عدة ليالي متواصلة، وحقق معه في زنزانات درجة حرارتها تحت الصفر وتعرض للتحرش الجنسي من طرف الجنديات الأمريكيات اللاتي حققن معه، كل ذلك من أجل تحطيم معنوياته على مدى سنوات طويلة من التعذيب، واليوم يسر قصته التي خضعت لمقص الرقيب وحذف الأمريكيون أجزاء كبيرة منها وإليكم مقتطفات منها:
"لقد أجبروني على الاعتراف بجرائم لم أعملها إطلاقا، جوعوني عذبوني ازدروني.. هكذا مرت أيامي كلها، وقد كان كل يوم يأتي أسوأ من اليوم الذي قبله، كان أحدهم يضربني بوحشية حتى ظننت أنني لن أتنفس بعده، كنت سأختنق دون علم الجلادين.."
طرق من التعذيب الوعشية تعرض لها سجين بريء جاءت بمباركة الحكومة الأمريكية السابقة، يقول خبير الإرهاب للقناة الثانية المارتفيسن:
"هذه الطرق من التعذيب والاستجواب تلجأ إليها دولة قانونية كالولايات المتحدة الأمريكية إذا يئست من وجود أي دليل ضد أي شخصي، وللأسف بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر لجأت أمريكا إلى هذه الوسائل وليس له علاقة بالقانون الأمريكي ولا بحقوق الإنسان"
ولد محمدو ولد صلاحي في موريتانيا وحصل على منحة دراسية بموجبها درس تخصص الألكترونيات بحثنا عن آثار محمدو ولد صلاحي ورافقنا شقيقه في هذه الحارة التي عاش فيها أكثر من عشر سنوات، وقد علم شقيق محمدو عن ترحيله إلى اغوانتنامو عن طريق صحيفة ألمانية، وكانت صدمة للعائلة كاملة خاصة أنه يعلمون ببراءته
يقول يحظيه ولد صلاحي:
"أنا متأكد أنه ليس له علاقة بكل التهم التي وجهت إليه، السبب الرئيس أنه ذهب مرة واحدة إلى افغانستان ولأن أغلب الذين يذهبون إلى اغوانتنامو يذهبون إلى الجهاد فقد اعتبره الأمريكيون تلقائيا إرهابيا .."
في بداية التسعينات قاتل محمدو ولد صلاحي في صفوف طالبان ضد الروس، في ذلك الوقت حينما كانت طالبان حليفا لأمريكا، أحداث الحادي من سبتمبر فقد أكد محمدو ولد صلاحي أن ليست له بها أية علاقة إطلاقا..
وحينما اشتد عليه التعذيب اعترف بجرائم لم يقم باقترافها في حياته، وقد أكد ثلاثة جنرالات عسكريين لأنها تحت التعذيب وخرجت من فم محمدو لينقذ نفسه من جحيم التعذيب وبالتالي ليست لها قيمة، ولهذا السبب لم يقف محمدو أمام أي محكمة أمريكية وقد تمت محاكمته أمام قاضي فيدرالي برأه وأمر بإطلاق سراحه.
يقول الخبير في مجال الإرهاب:
"عندما تقوم دولة مثل أمريكا بهذه الأعمال وتجبر الأبرياء على الاعتراف بجرائم لم يقترفوها، فإنها تشجع الآخرين على القيام بأعمال إرهابية ضد مصالح أمريكا والغرب، أو بعبارة أخرى فإن أساليب وطرق التعذيب سوف تزيد الطين بلة، وتولد مزيدا من الإرهاب."
الحرب والتعذيب يولدان الإرهاب، ويصادران أحلام العائلات كما حصل مع عائلة ولد صلاحي الذي كان المعيل الرئيس للأسرة المنكوبة..
يحظيه ولد صلاحي يتصفح مذكرات شقيقه باللغة الألمانية ويعلق:
" يا إلهي أي ذنب اقترفناه حتى يحدث كل ما حصل؟! والدتنا كانت تعاني من ارتفاع في ضغط الدم، وأثرت عليها القصة حتى توفيت، وكان اعتقال محمدو بمثابة الضربة القاضية على عائلة آل صلاحي"
يتساءل شقيق ولد صلاحي : أين العدالة أين الحرية؟ أين حقوق الإنسان؟ لا يؤمن بهذه الكلمات هي مجرد مصطلحات بالنسبة إليه، محمدو يؤكد أنه ليس لديه حق على الذين عذبوه إنما مطلبه الوحيد هو الخروج العاجل من هذا الجحيم.
ترجمة : يحظيه ولد صلاحي