يوميات غوانتنامو.. الكتاب الذي فضح مدير الأمن دداهي ولد عبد الله

أربعاء, 2015-01-28 00:21

 كانت مذكرات المهندس الموريتاني محمدو ولد صلاحي "يوميات غوانتنامو"  فضيحة في تاريخ الأمن الموريتاني تتعلق بإشراف مدير أمن الدولة آنذاك المفوض دداهي ولد عبد الله الذي يذكر المهندس في مذكراته أنه أشرف على ملفه الكامل وحقق معه في أيام رمضان المبارك من العام 2001.

يسرد المهندس فضيحة من التاريخ سكت عليها كثيرون تتعلق باستجدائه بعد أيام من التحقيق  وطلبه الأخير  لقاء رئيس الجمهورية فرفض ثم طلب  الاتصال بالعائلة فرفض يقول محمدو  في يوميات غوانتنامو :

"قال لي مدير أمن الدولة أنت بريء وسوف تذهب إلى الأردن وتأكد أنك ستعود قريبا، طلبت منه الاتصال بالعائلة فرفض وطلبت منه الاتصال برئيس الجمهورية فرفض، قلت إن كان لا بد من تسليمي فلتسموني إلى أمريكا بدل الأردن فرفضوا، وخرج معي مدير الأمن شخصيا في سيارة "مرسيدس" مظللة وفكرت في الهروب وتوقف عند بقالة ونزل بمفاتيح السيارة فنظرت إلى سيارة "رانج روفير" وهمتت أن أقفز فيها غير أن صبية في المقاعد الخلفية للسيارة منعوني من الهروب فيها، ثم دخلنا المطار من باب الدبلوماسيين وتمنت لو رأيت أحدا أبعث معه برسالتي الأخيرة، ودخلنا المطار واستلم ضباط أردنيون جوازي من مدير الأمن وبعض أوراقي..."

أكاذيب مدير الِأمن 

مضى محمدو ولد صلاحاي إلى الأردن دون علم من أحد وبقي الأهل ينتظرون محمدو الذي قال لهم إنهم سوف يعود للعشاء ولم يعد محمدو ولد الصلاحي تلك اليلة الي منزله ولا في الصباح وفي المساء اتصل احد اخوته بدداهي  ليرد عليه بأنه كان في رحلة الي اسبانيا عاد منها البارحة الي مطار نواكشوط الذي منه ذهب مباشرة الي اطار ولا علم له باستدعاء اخيه وانه سيعود غدا الي نواكشوط. 

 وفي الغد اتصل شقيق محمدو مرة ثانية بالمفوض دداهي، الذي اعترف له بوجود شقيقه لدي ادارته وطمأنه علي حاله وأكد له انه غير معتقل وإنما  هو في مكان آمن لحمايته من المخابرات الامريكية التي تلاحقه وحذره من علم الصحافة او منظمات حقوق الانسان بوجود محمدو لدي ادارة الامن لان ذلك سيعرضه للخطر وهو ما اقتنع به الاخ المسكين واقنع به والدته وأفراد الأسرة الذين حافظوا جميعا علي امتثال توصيات دداهي واعتبروه من تلك اللحظة اخا نصوحا يحرص اكثر منهم علي سلامة ابنهم وكان ذلك سببا في بدء نسيج علاقة حميمة بين الطرفين، أراد منها اهل الصلاحي الاعتراف بجميل دداهي والاطمئنان علي أحوال ابنهم وأراد منها المفوض دداهي التستر علي مؤامرة تسليم ولد صلاحي للأمريكيين بعيدا عن الانظار.

  واستمرت هذه العلاقة 15 شهرا، داوم خلالها اهل الصلاحي علي تلبية جميع طلبات ابنهم التي تصلهم عن طريق دداهي والتي ساور بعضهم الشك فيها نظرا لحجمها الا ان بعضهم فسر ذلك بانه ربما يكون يقدم مساعدات للقائمين علي شؤونه وحمايته، التي ظل دداهي يوهمهم بانها تحتاج الي عناية فائقة، كما كان يشرف بنفسه على إعادة ملابسه متسخة كل أسبوع الي أهله ليوهمهم بأن ابنهم ما زال في انواكشوط، وقضت إدارة الأمن تكيد للأهل سنة كاملة وثلاثة اشهر الي ان ابلغوا رسميا من طرف الصليب الأحمر أن ابنهم محمدو، قد تم اختطافه وتسليمه إلى قاعدة اغونتنامو الأمريكية، التي مر خلال رحلته اليها بكافة انواع العذاب في معتقلات الاردن وفي سجن باغرام بافغنستان مدة 8 أشهر قبل وصوله اغونتنامو،

 

ولكن التاريخ لا يرحم..

وتمر الأيام والليالي الحالكة على بطل القصة مدير أمن الدولة دداهي الرجل الذي صادر أحلام شاب كان يطمح لأن يساهم في بناء وطنه بعد سنوات الغربة، وتزداد معاناة العجوز مريم بنت الوديعة بعد أن تأكدت أن فلذة كبدها في اغوانتنامو، سنوات عشر من الحزن مرت عليها يعتقد أن لا تكون عامرة بالدعاء الصالح لمن سرقوا ولدها وباعوها إلى الخارج قبل أن تلقى الله وهي ساخطة على كل من بدد أحلامها إلى أبد الآبدين، لتكون محكمة أخرى في عالم آخر تنتظرها مع بطل القصة..

أما مدير الأمن المفوض دداهي ولد عبد الله فما كان يعلم في ذلك اليوم الرمضاني أن حروفا أخرى سيسطرها ذلك الشاب اليافع وراء القضبان وستقرأ بعشرات لغات أهل الأرض وستكشف الحقائق في عاصمة الضباب وعاصمة الأنوار وفي أمريكا وعلى ضفاف الأطلسي ... إنها محكمة التاريخ لا يدري أحد متى ستنطق وكيف تنطق..

اقرأ أيضا