هل النزوع الانفصالي الذي أعرب عنه مؤخراً داخل اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين طيف ملحوظ من الشعراء الشعبيين إلى إقامة اتحاد خاص بهم، هو نزوع صائب وله من الدواعي ما يكفي لجعله راشداً وحكيماً؟
لا أملك الإجابة على هذا السؤال، وقد لا تكون مطلوبة مني أبداً، ومع ذلك فلا بأس في أن أسجل هنا ثلاث نقاط على الهامش:
الأولى أن جميع اتحادات الكتاب والأدباء المماثلة في الدول العربية تقتصر على كتاب الأدب الفصيح فحسب (الشعر والرواية والقصة والمسرح)، ولا وجود فيها لكتاب الأدب الشعبي.
والثانية أن الشعراء الشعبيين الذين أصبحوا خلال الأعوام الأخيرة أغلبيةً داخل اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين، يشعرون بأنهم مهمشين في الاتحاد ولا يحظون فيه بتمثيل يناسب عددهم الحقيقي.
والثالثة أن كتاب الأدب الفصيح في الاتحاد أصبحوا أقليةً تشعر بالغربة داخل اتحاد يفترض في الأصل أنه يقتصر عليهم، لكن أخذاً بعين الاعتبار للتغيرات الجيلية الحاصلة خلال الأعوام الأخيرة، وباعتماد المبادئ الديمقراطية وعلى رأسها مبدأ حكم الأغلبية، فلا ينبغي لهؤلاء الكتاب ترؤس الاتحاد وإنما يجب أن تكون رئاسته لأحد الشعراء الشعبيين فحسب.. لكنه أمر سيُلقي بالاتحاد الموريتاني خارج عضوية اتحاد الأدباء والكتاب العرب.
محمد ولد المنى
كاتب وصحفي في جريدة الاتحاد الإماراتية بأبوظبي