ترجمات "الشروق ميديا" | جيم غارامون - وصف قائد القيادة الأمريكية في إفريقيا "أفريكوم" إفريقيا بأنها قارة رائعة ذات إمكانيات هائلة ولكنها أيضًا تنطوي على مخاطر هائلة، معتبرا أن تجاهل الولايات المتحدة لدول إفريقيا يعرض مصالحها للخطر.
وقال الجنرال ستيفن جي. تاونسند: "إن الصين وروسيا لا تتجاهلان إفريقيا، وهذا بحد ذاته أمر ذو دلالة".
ووفقاً لتاونسند فإن بإفريقيا 13 من أسرع 25 اقتصادا نموا في العالم. وفي حقبة التغير المناخي، تتوفر إفريقيا على 60% من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم. وأضاف: "هذه الحقيقة وحدها يجب أن تظهر مدى أهمية إفريقيا بالنسبة للعالم".
وتحتوي القارة أيضًا على عدد كبير من المواد الإستراتيجية، مثل الكوبالت والكروم والتينتالوم وغيرها. وتعد الموارد الإفريقية حاسمة فيما يتعلق بالتقدم في القرن الـ 21. ويتزايد عدد سكان إفريقيا، ويقدر علماء الديموغرافيا أنه بحلول عام 2050 سيكون واحد من كل أربعة أشخاص على وجه الأرض إفريقيا.
كما أن [القارة] أيضا مفترق طرق عالمي. ويعتبر مضيق باب المندب بين جيبوتي واليمن نقطة اختناق في الطرف الجنوبي للبحر الأحمر. وهناك نقطة اختناق أخرى بين صقلية وليبيا. ويقع مضيق جبل طارق بين أوروبا وإفريقيا.
ويضيف تاونسند أن الانسداد الأخير لقناة السويس ألقى الضوء على نقطتي اختناق أخريين هما قناة موزمبيق ورأس الرجاء الصالح في جنوب إفريقيا. وتعتبر خطوط الاتصال البحرية هذه حيوية في جميع أنحاء العالم، وهي لا تغيب أبداً عن تفكير تاونسند حين يتعاطى مع بلدان القارة.
ويقول تاونسند إن عددا من البلدان الإفريقية يعد من بين "الدول الأكثر هشاشة" في العالم. ولدى هذه البلدان مناطق خارجة عن سيطرة الحكومة، أو سيطرتها فيها ضعيفة، تجتذب المنظمات المتطرفة العنيفة التي تستفيد من الاختلال الاقتصادي والسياسي لتوسيع نطاق انتشارها.
وهو يعتبر أن الحكومات في هذه المناطق بحاجة إلى المساعدة. ويستطرد تاونسند قائلاً: "أحد الزعماء الأفارقة قال لي ذات مرة: إن رجلاً يكابد الغرق سيتعلق بأي يد تمتد إليه". "إنهم يغرقون في الفقر وسيستعينون بمن يأتي إليهم كائناً من كان".
ويشير تاونسند إلى أن هذا الوضع يوفر فرصة مثالية لروسيا، وكذلك للصين بشكل خاص. ويضيف الجنرال: "يشير الصينيون أحيانًا إلى إفريقيا باعتبارها ’’قارتهم الثانية‘‘، ويشير بعض القادة العسكريين الصينيين إلى الساحل الشرقي لإفريقيا باعتباره السلسلة الخامسة من الجزر الصينية".
ويضيف أن لدى الصين أول قاعدة عسكرية خارجية في جيبوتي، كما استثمرت بكثافة في الموانئ حول القارة. ويمارس الصينيون لعبة طويلة النفس في إفريقيا. ويسعى الحزب الشيوعي الصيني إلى تغيير البنية القائمة على القواعد الدولية لصالح الصين.
وقد يؤدي الضغط الاقتصادي على الدول الإفريقية إلى جمع الأصوات في الأمم المتحدة وفي الهيئات العالمية الأخرى لفعل ذلك. وقد لا يحدث ذلك غدا، لكنه قد يحدث يوما ما.
ويقول تاونسند إن الولايات المتحدة تعد في الواقع الشريك المفضل في القارة. ويضيف: "لم نكن قط قوة استعمارية في إفريقيا، وتعتبرنا دول عديدة وسيطا نزيها. وإضافة إلى ذلك، فنحن نتقاسم معهم نفس القيم".
ويقول تاونسند إن بوسع الولايات المتحدة أن تستخدم هذا لضمان النفاذ والتأثير في دول إفريقيا بعيداً عن "دبلوماسية فخ الديون"، وهو مصطلح يشير إلى الممارسات الصينية في مجال الإقراض.
ويعمل عدد من المنظمات المتطرفة العنيفة في إفريقيا، بما في ذلك حركة الشباب في الصومال التابعة لتنظيم القاعدة وحلفاء تنظيم الدولة الإسلامية. وقد صرحت حركة الشباب بأنها تريد مهاجمة الأراضي الأمريكية، وهي مساهم رئيسي في أنشطة تنظيم القاعدة العالمي.
ويقول تاونسند إن الولايات المتحدة يمكن أن تساعد الأفارقة في مواجهة هذه الجماعات. وأضاف: "نقول إننا نعمل ’’من خلال‘‘ شركائنا الأفارقة و’’معهم وعبرهم‘‘، وبات هذا إلى حد كبير مبتذلاً، لكنه صحيح". "إنها الطريقة الوحيدة للتعامل مع هذه المشكلة: حلول إفريقية للمشاكل الإفريقية. تلك هي الطريقة التي نعمل بها في أفريكوم".
ويقول الجنرال إنه توجد حاجة إلى مزيد من الانخراط. وتعتبر مناورات "الأسد الإفريقي" وسلسلة "أكسبريس" للتدريبات البحرية جهوداً مهمة لتطوير الاتصالات الشخصية اللازمة للعمل في القارة. إضافة إلى ذلك، من شأن وجود المزيد من الضباط العسكريين وضباط الصف الأفارقة الذين يذهبون إلى التكوين العسكري في الولايات المتحدة أن يفيد أيضًا علاقات الولايات المتحدة مع دول القارة.
ويعد تفشي فيروس إيبولا في عام 2014 مثالاً لما يمكن أن تحققه المساعدات الأمريكية في إفريقيا. فعندما ظهر المرض لأول مرة، عمل علماء الأوبئة في الجيش الأمريكي عن كثب مع المهنيين الطبيين الأفارقة لاحتواء المرض. لقد عملوا على توعية السكان حول طرق وقف انتقال العدوى، وطوروا إجراءات لرعاية المصابين. وقد نُشرت وحدات من الجيش الأمريكي في المنطقة لبناء مرافق الرعاية والمختبرات وغير ذلك.
وقد انتهى الوباء دون أن يتحول إلى جائحة عالمية. ويقول تاونسند: "ما زال إيبولا موجودًا في بعض البلدان في إفريقيا، لكنهم تعلموا كيفية احتوائه". "بالتأكيد، ساعدناهم في تطوير قدراتهم، لكن لديهم الآن قدرة على التعامل مع إيبولا بأنفسهم".
المصدر: موقع وزارة الدفاع الأمريكية