أيامي مع FBI في نواكشوط/ محمدو ولد صلاحي

ثلاثاء, 2015-02-03 22:23

كان يوما عاديا ككل الأيام حيث اني أحد أصدقائي لتناول الطعام عنده في تفرغ ز ينه.كانت أحاديث سمر موريتانية تطبعها البراءة ولاتخلو من النكت. رن هاتفي فجأة وكان مدير الأمنDSE على الخط; 
السلام عليكم محمدو أين انت?لا تخف أريد التحدث إليك فقط.تعال 
إلي الآن فأنا في إنتظارك أمام باب منزلي.يقول محمدو فودعت صديقي وذهبت إليه في الحال .كان واقفا أمام بيته في إنتظاري ولم يكن وحده فقد كان نائبه معه وهذا لايبشر بخير.
يقول مدير DSE: انت ستركب معي انا وأحدهم سيسوق سيارتك فركبت معه ونائبه فبدأ المدير: هؤلاء الناس (يعني الامريكان)أمرونا بإعتقالك .سألته لماذا?فأجاب: لا أعرف ولكن يبدو أنهم لم كتفوا بتحقيقاتنا معك فأحداث 11سبتنبر تؤرق الجميع.لكني أتمنى أن تخرج إلى أهلك بسرعة. يقول محمدو: لم أنطق بعدها بكلمة وتركت الحديث للمدير ونائبه.
أخذوني لنفس الغرفة التي كنت فيها قبل ذالك. وخرج المدير لإعطاء تعليمات للحراس مماجعلني أحدث نفسي: يبدو أنني سأسجن وأخذت على الفور هاتفي ومحوت كل الارقام الموجودة فيه طبعا لا لأنني أخاف على شيء وإنما هم أصدقاء ورؤساء عملي لم أرض أن يزعجهم
الامريكيون بسببي.دخل علي مدير DSE بعدها بسرعة صارخا: أعطني هاتفك فأعطيته له. يضيف محمدو:إن إعتقالي هذا كان صفقة حيث طلب الرئيس الأمريكي من نظيره الموريتاني أعتقالي .قال لي مدير DSE تاركا الغرفة: انا أعرف ملفك وليست لدي أي أسئلة لك.قالها وتركني وحدي.بعدها بعدة أيام دخل علي مدير DSE قائلا: هناك أناس يريدون الحديث إليك ويتهمونك بالإشتراك في أعمال 11 سبتنبر!
أجبته:ولكنني ليست لدي أي علاقة بأحداث 11 سبتنبر.فأعطاني قلم وأوراق وقال لي أكتب كل ما تريد هنا وتركني. بعد أسبوعين من السجن والشمس تميل إلى المغيب دخل علي من FBI وكان من الامريكان البيض.وقبل أن يتحدثوا معي أمر أحدهم الشرطة بمداهمة منزلي وقلبه رأسا على عقب.عندما دخلوا بيتي كانت زوجتي نائمة فوقفت مرتاعة تشاهد لأول مرة مثل هذا التفتيش.طبعا لم يزعجني سوى أ نهم روعو عائلتي وجيراني.كما فتشوا الشركة التي أعمل بها بما في ذالك الكومبيوتر والهاتف
يتابع محمدو: أدخلوني المكتب حيث يجلس رجال FBI وكانوا يحدقون بغضب وأحتقار دخلت مسلما ومددت يدي التي بقيت معلقة في الهواء ولم يردوكذالك التحية مقابل ذالك رماني أحدهم بمقعد حديدي قائلاوهو يشير إلى صورة معاوية: هل ترى صورة رئيسكم المعلقه هنا?رئيسكم تعهد لرئيسنا بأنك ستتعامل معنارغما عنك.
فأجبته: رئيسكم ورئيسنا لا يهماني في شيء فالإثنان ظالمان.لكنني سأجيبكم بصراحة قلتها ومددت يدي لآخذ قنينة ماء فنزعها ضابض FBI من يدي صارخا: نحن جئنا هنا للقبض عليك وليس لدعوتك إلى حفل.أثناء ذالك دخل العامل المسكين (الكرداي) الذي يعمل الشاي في مكتب DSE لتقديم المشروبات الساخنة للضيوف فنهره الضابط بوقاحة وعيره بلون بشرته وشكله. لم أرد على سبه وإهاناته لنا في بلدنا وسكت على مضض كنت جائعا وعطشانا وأستمر التحقيق حتى الصباح. سألني ضابض FBI : بعد أحداث 11 september أتصلت على أخيك الاصغر في المانيا -يعنيني انا(يحظيه)بذالك- وقلت له: أنتبه إلى دراستك.ماذا تعني بذالك وأي تشفير قصدت?
أجاب محمدو: لم استعمل أي كود أو تشفير. دائما أنصح أخي الصغير يحظيه بالإهتمام بدراسته.
لماذا أتصلت على شركة Satelite في امريكا?
يجيب محمدو: لأن الأنترنت عندنا من أمريكاوقد أحتجت مساعدة.
لماذا أتصلت على أحد الفنادق في الما نيا?
محمدو: لأن كبيرنا في العمل أراد حجزا في فندق.
كم كميوتر لديك?
محمدو: واحد
أنت تكذب, لديك Laptop
محمدو: إنه لزوجتي الأولى وليس لي.
أين تسكن زوجتك الاولى?
محمدو: DSE يعرفون ذالك.
حسنا سنرى الان هذه الكذبة .قالها وخرج لدقائق حيث أعطى أوامر ل DSE بتفتيش زوجتي الأولى .ورجع قائلا: وماذا لو كنت قد كذبت علينا?
محمدو: لكنني لا أكذب.
الضابط: وماذا لو?
محمدو: لكنني لا أكذب.
طبعا يهددني هنا بالتعذيب القاسي. وأضاف الضابط: 
هل تعلم أنه لدينا ضباط سود ساقطين fuc,,,,,,,,,,, يهتمون بك وبأمثالك من الإرهابيين وقال عبارات أرتفع بمقامكم عنها.
يضيف الضابط: وأنتم تدمرون USA بالطائرات بكل بساطة.
محمدو: هذه مشكلة بينكم وبين من ضربوا أبراجكم .يمكنكم حل هذه المشكلة معهم فليس لي أي دخل بهذا ألموضوع.
يقول محمدو: كانت تاتي إليه أتصالات كثيرة وكان صوت أمرأة يحادثه.يضيف الضابط: إقرأ: هذه صحيفة ألمانية تتحدث عنكم وعن إجرامكم هناك.
محمدو: ليس لي أي دخل بهذا فكما ترى أنا موجود الآن في موريتانيا.
الضابط: أين النعمان, أين فلان وفلان?
محمدو: لا علم لي بأماكنهم فكما ترى أنا في السجن فكيف لي ان أعلم.
الضابط: ماذاتظن لماذا أخترناك من مليوني موريتاني لمساءلتك?
محمدو: لا أعلم, ما أعلمه هو أنني لم أقترف أي ذنب بحقكم.
الضابط: أكتب هنا إسمك الكامل بالعربية.
محمدو: كتبت له إسمي بكل وضوع كان يحدق بإمعان والكاميرات لا تتوقف عن التصوير مما يصيبك بالجنون.
الضابط: لماذا أتصلت على الإمارات?
محمدو: لم افعل ذالك , هل تظن أني مضطر للكذب عليك?
بعدها تذكرت أن صديقة زوجتي السابقة اتصلت من الإمارات محاولة الصلح بيني وبين زوجتي السابقة.
أثناء التحقيق وطوال الليل كان يسب كل أفراد عائلتي ويهينهم ومنعني من شرب قطرة ماء رغم أنها مياه بلدي دفعها مواطننونا من ضرائبهم.وهم يتمتعون أمامي بتلك بالمأكولات والمشروبات.
يضيف محمدو: قبل أنتهاء الجلسة بقليل رماني بقنينة ماء كبيرة (Avian)مغادرا الغرفة .مع أن الألم كان قويا وكاد أنفي يتحطم إلا أنني أحسست بالإرتياح لأن كل هذا التحقيق أنتهى وتنفست الصعداء .

يتبع ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
يحظيه ولد صلاحي /ترجمته من النسخة الألمانية

اقرأ أيضا