لا يمكننا كصحراويين التهليل لفتوحات كريس كولمان التي أطاحت بأسرار الاحتلال المغربي و كشفت عملاءه في الداخل و الخارج و أفشت خساسه تعاطيه مع القضيه الصحراوية ، اذ يعتمد في كل جهوده الراميه لضم الصحراء الغربية بالقوة لسياسة العماله و شراء الذمم السخيفه ، قلت لا يمكننا الايمان ببعض تلك الغزوات و التكفير ببعضها ، فإما ان نأخذ كل ما ورد في تسريبات كريس على محمل الجد و ‘ما نتركها كلها .
لا يجدر بنا كذلك ان نكشف عملاء المغرب من الدول الشقيقه و نخجل ان نجاهر أنفسنا بضرورة مواجهه عملائه من الصحراويين بفاحشه صنيعهم على الأقل و كأضعف الايمان.
لقد تهافت النظام المغربي على شراء ذمم الصحراويين لضرب لحمه اللاجئيين الذين هم غصته و العلقم الثابت في حنجرته ، فهم دليل اجتياحه للأرض و تشريده للأهالي و هم مصب اهتمام المنتظم الدولي ، فاستمر في رمي الفتات للطامعين حتى نال من فتاته غير الصحراويين و استغبى تهافته ذوي النفوس المريضه بحب المال أي كان مصدره حتى و ان كان خيانه الذات و الوطن , و لأن الغالبيه العظمى ممن يعتبرهم النظام المغربي عائدين اليه هم ممن استغلوا غايه المغرب الدعائيه فقط دون ان يعقدوا العزم على ولائه و هم ايضا ممن لا يشغل اي منهم وظيفه مهمه في سلم الجبهه السياسي و لأن النظام المغربي مهتم فقط بالفرقعه الاعلاميه التي تحدثها شروخ الخيانه في صفوف الجبهه ، فقد وجدنا مع شديد الأسف خلال السنوات الأخيرة انفسنا مكبلين تماما عن التعامل الجاد و الصارم مع كل خونه القضيه أيا كانت مستوياتهم و غاياتهم و نواياهم ، و أصبحنا مرغمين على التعامل مع الظاهرة و كأنها احدى اشكلات المجتمع العاديه .
و ستبقى السلطات الصحراوية هي المسؤوله عن أي سلبيات تنتج عن قراراتها حول الاجراءات المتخذه تجاه العملاء ، و نعرف جميعا أن تأنيب الضمير و لعنه المجتمع و ملاحقات العار أشد مرارة على كل ضعيف أمام مغريات العدو المغربي ، لكن ما لا يمكن أبدا التغاضي عنه هو السكوت المطبق حول من كشفهم كريس العبقري بالدليل القاطع البين للجميع .
من خذلان الشعب الصحراوي و التنكر لنضاله و صبره أن تغض السلطه الطرف عن مسؤول صحراوي ورد إسمه كمشروع عميل للمغرب ، فاحترام مشاعر المناضلين الشرفاء يحتم تبني مواقف صارمه و عاجله تجاه هذا المسؤول الأعوج الأرعن و الذي لم يراع أخلاقيات الثورة و لا مبادئها و كان عليه إتقاء الشبهات في اللقاء او الحديث مع أي من مسؤولي النظام المغربي حتى و إن كان اقرب المقربين اليه .
لم تكن الوظائف في الجبهه للمناضلين الأحرار مكاسب و هدايا لولا تصرفات البعض الخرقاء من الذين يعتقدون أنهم قدموا للقضيه ما لم يقدمه الشهداء و من الذين يطالبون بالمقابل المادي لقاء أي عمل يقومون به ، هؤلاء هم من جعلوا المناصب هبات و عطايا بدل أن تظل تكليف و مسؤولية و أمانة، و هم أيضا من أحبطوا بتصرفاتهم البغيضه نفسيات المخلصين المثابرين .
على الجبهه التي لم تتخذ اي إجراء رادع تجاه الخونه أن تعزلهم على الأقل من مناصبهم كما عزلهم الشعب من قلبه و ذاكرته احتراما له .
فلا نامت أعين الجبناء