كان الزمان 1995 وكان ذلك الشاب الأنيق يعيش في المانيا ينظر إلى أبراجها العاجية فيتراءى له العالم الحر المتحضر.. كان يقول في نفسه هكذا العالم يتقدم ويناطح السحب ويغزو النجوم وينزل على سطح القمر.. كان يرى نفسه سفير بلاد ما تزال تعيش فقرا مدقعا، بلاد ما زال سكانها بدوا رحلا لكن مستقبل العقول والتعلم سيخرجها إلى عالم الإنسان التكنولوجي.. كان يرى أن الأدمغة هي رأس مال كل أمة وحضارة تسعى لمنافسة الأمم الأخرى..
خرج الشاب من المانيا عابرا عباب البحر إلى جهة الأطلسي الأخرى حيث تحتاج بلاده البعيدة إلى علوم أخرى من دولة كندا فاستقر هنالك حتى تروى من معينها ..
وأخيرا عاد إلى ملاعب صباه حيث الأم الحنون وحيث ينتظره أهلوه بتلهف .. عاد وليس في حقيبته سوى أحلام شاب يافع مفعم بهذه الحياة وحب الحضارة ومسابقة العلوم التكتولوجية وعلوما عاش نعيمها قرابة عقد من الزمن..
إلى أديم تلك الأرض الشهباء التي تحتاج إلى أدمغة الأبناء البررة حتى يخرجوها من ظلمات الجهل إلى نور العلم والحرية.. هنالك سأنزل وأعلم وأفتّق المواهب .. هنالك في بلادي توجد عقول تحتاج إلى تفتق هنالك سنفجر حضارة على ضفاف نواكشوط .. صدق أو لا تصدق.. هنالك ستدخل البلاد شبكة الانترنت ..!!
ولكن هيهات .. إنها بلاد ستخونك تنتظرك باسوأ ما تتوقع .. إنها ستبيعك حهارا نهارا إلى ألد الأعداء..
مختار ولد بابتاح
الصورة لمحمدو ولد صلاحي في ألمانيا من العام 1995