الشروق ميديا ـ نواكشوط : بعد انتظار دام عدة أسابيع وحديث هنا وهناك عن استقالة الحكومة الموريتانية كلها، وبعد أقل من شهر عى تناول الصحافة الموريتانية لحالة غضب من طرف الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني أعلنت التشكيلة الحكومية مساء الأربعاء 26 مايو 2021 تشكيلة كانت دون توقع فضول الرأي العام الطامح إلى تغيير الحكومة كل شهر.
تميز تعديل حكومة ولد بلال بتغييرات طفيفة ومغادرة ثلاثة أعضاء وضخ دماء جديدة ودمج بعض القطاعات في بعض.
الوزراء المغادرون.. الأسباب والخلفيات..
غادر التشكيلة سيدي ولد سالم وهو رجل مثير سياسيا حسب المحللين كان عصيا على التغييرات فهو أحد رجال العشرية الذين لم يطلهم ملف التحقيق رغم علاقته مع النظام السابق ورغم التصريحات المثيرة وهو يتحدث باسم الحكومة تصريح يؤيد فيه الرئيس السابق وتصريح جامع تجكجه.
أسباب مغادرة ولد سالم حسب الأنباء المتواترة كانت ترشحه لمنصب افريقي يفرض عليه التفرغ نهائيا.
أما المغادر الثاني فهو وزير الصحة محمد نذيرو لد حامد وزير كسب شعبية واسعة واشتهر اسمه مع خطته الإصلاحية لقطاع الأدولية ونظام الصيدلة، قبل أن يستوطن "كورونا" في البلاد ويتألق الرجل كثيرا في مواجهة هذا الوباء. لا يدري أحد ما هي أسباب مغادرته للحكومة لكن ربما إخفاقات كثيرة في مقاربته لوباء كورونا وكثرة الخصوم السياسية والوشاة وخاصة المستثمرين في مجال الأدوية.
أما مبنت وزيرة الإسكان السيدة خدجة بنت بوكه فلا يوجد تفسير لمغادرتها سوى توازن قبلي يتعلق بتعيين أحد أقربائها وهو وزير الثقافة والشباب والرياضة المختار ولد داهي.
الوراء الجدد .. ورد المظالم
أربعة وزراء جدد دخلوا التشكيلة السياسية الجديدة وهم وزير الصحة سيدي ولد الزحاف مدير سابق للصحة تألق في عهد جائحة كورونا وكان يطلع يوميا في مؤتمر صحفي عن الأرقام ويحذر المواطنين من التساهل في الإجراءات، ربما يكون تعيينه تكريما له على الخرجات الإعلامية المتواصلة ونجاحه في إدارة الصحة، أما القراءة التوازنية للحكومة فتقول إن تعيين جاء بعد مغادرة سيدي ولد سالم التشكيلة فيفرض الأمر أن يعوض بنفس الطبقة حتى ولو لم يكن نفس الحقبة.
أما وزيرة التعليم العالي آمال بنت الشيخ عبد الله تلكم الوزيرة الأولى في هذا المنصب فكان تعيينها وفاء للرئيس السابق المرحوم سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله وهو الذي لم يحظ أحد من محيطها العالي بتعيين في منصب وزاري منذ ما يزيد على عشر سنوات. ثم إن آمال من محيط وزير الصحة السابق نذيرو ولد حامد فيكون المنطق التوازني يفرض أن يعوض مكان الرجل بأحد أبناء عشيرته.
لا يختلف وضع بنت الشيخ عبد الله عن وضعية الشيخ أحمد ولد أحمد سالم ولد سيدي فأسرة الرجل منذ أن نفذ في والده حكم الإعدام قبل 40 عاما وهي تنتظر إنصافها يبلغ ذلك الصبي أشده ويعين على مفوضية حقوق الإنسان خبر استبشر به سكان المذرذرة جميعا ودونوا.
توتو بنت خطري عانت مع عائلتها كل أشكال التهميش من طرف خصمها وابن عمها رئيس الحكومة السابق يحي ولد حد أمين فلم يدخر هذا الرجل جهدا لمحاربة النائبة والوزيرة السابق وكل محيطها العائلي من الإقصاء السياسي في منطقة جكني،
وبالمجمل فإن القاسم المشترك للوزراء الجدد هو رد بعض المظالم التاريخية وإعادة الاعتبار لمجموعات رأت أنها همشت خلال السنوات والعقود الماضية.
إعادة الثقة والتتنقل الوزاري..
تمت إعادة الثقة في عدة وزرات مثل الخارجية والداخلية والتجارة على التوالي اسماعيل ولد الشيخ أحمد ومحمد سالم ولد مرزوك والناها بنت حمدي ولد مكناس وهو ما يعني رضى الرئيس الحالي عن أداء عملهم في الحكومتين السابقتين.
يجمع هؤلاء الوزراء الثلاثة أداؤهم المتميز حسب المحللين فهم يمسكون بهذه الوزارات منذ سنوات حتى قبل وصول الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ ولد الغزواني الحكم، كما لم يطلهم ملف العشرية السابق ولم يتبدلوا رغم كل العواصف السياسية.
لقد استطاع ولد الشيخ أحمد بتاريخ الدبلوماسي ان يحافظ على حقبته واستطاع ولد مرزوك طرح مقاربة أمنية اقنعت الرئيسين المتناقضين بالحافظ عليه، وتحدت بنت مكناس كل العواصف التي لحقت بقطاعها مرورا بدءا بالوقوف في وجه "المضاربات في الأسعار" ومرورا ب"أزمة الكركرات" وانتهاء بعمليات رمضان وهو ما جعلها من الوزراء العصيين على الإقالة.
أخيرا وقعت عملية تبادل بين الوزراءات وهي عملية دأبت عليها الحكومات الموريتانية يراد منها أن لا يتعلق وزير بقطاع حكومي معين يفسده إن أراد، أو تكون لبعض المصلحين لوزارات وتحتاجها وزارات أخرى..
مختار بابتاح