قبل أشهر من الآن كانوا مجرد أرقام ضمن أربعة ملايين مواطن "تحسبهم أغنياء من التعفف" ؛ تطبق عليهم العزلة والتهميش ولا يسألون "حكومتهم" كسرة خبز ولا شربة ماء ، وكان آخر أحلامهم الحصول على حبة دواء أحرى أن يملكوا بطاقة تأمين صحي تتيح لهم العلاج في مستشفيات بلدهم .. مائة ألف أسرة وقبلهم بضعة آلاف من الحمالة ، وقبل ذلك برنامج التكفل الاجتماعي ، وزيادة معاشات عشرات الآلاف من المتقاعدين والأرامل كانت تطبق عليهم "مائة عام من العزلة" ، والآن باتوا يشعرون أن لهم حكومة تحميهم وتسعى لافتكاكهم من الغبن والتهميش .. إنه حدث عظيم وإنجاز تاريخي لنا نحن أبناء الفقراء ..
إن هذا الاهتمام بالفقراء والفئات المغبونة لم يكن ليبصر النور لولا العناية الفائقة من فخامة رئيس الجمهورية وحرصه الشديد على إشراك المواطنين في خيرات بلادهم ؛ نعتقد أنه بات من المتاح أن نقف على بعض الانجازات التي جسدتها حكومة "تعهداتي" ، ولعل أول تلك المنجزات محورها الاجتماعي وطابعها الإنساني ، فضلا عن تكريس مبدأ فصل السلطات وتوطيد المؤسسية لتضطلع كل سلطة بدورها وتكون أمام مسؤوليتها التاريخية، يحاسبها الشعب بعد ذلك يرفعها أو يخفضها ..
ورغم أن جائحة كورونا كَدَّرَتْ على العالم بأسره وأسقطت كل أولوياته وأجبرته على التفرغ لمواجهتها ، إلا أن ذلك لم يربك عمل الحكومة وواصلت بكل جهد تنفيذ برنامج فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني ، واستطاعت خلال هذه الفترة الوجيزة والمليئة بالتحديات الجسام تنفيذ سلسلة من البرامج والمشاريع الهامة فجاءت الخطة الوطنية لمواجهة جائحة كورونا بحزمة من الإجراءات الاجتماعية شملت تخفيض أسعار المواد الأساسية ، وتقديم الدعم لآلاف الأسر ، والإعفاء الضريبي، وتحمل فواتير الماء والكهرباء عن الفقراء ، وتوزيع السلال الغذائية والمساعدات النقدية وغير ذلك من الإجراءات السريعة والفعالة.. كما تم إطلاق حزمة من البرامج التنموية شملت الطرق والمياه والبنية التحتية تجاوزت تكلفتها مئات المليارات من الأوقية موجهة بالأساس للمناطق الهشة سواء في العاصمة أو المناطق الداخلية ؛ فهاهي مقاطعات توجونين ، ودار النعيم ، وعرفات ؛والسبخة والرياض وتيارت؛ تتنفس الأمل عبر شوارع جميلة وفسيحة ومعبدة بعد أن خنقتها العزلة في قلب العاصمة دون أن يشعر بها أحد ..!
ويمكن القول دون شطط ولا تزييف ولا تزلف أن حكومة معالي الوزير الأول محمد ولد بلال تباشر بكل حزم وصرامة المتابعة الدقيقة لتنفيذ "برنامج تعهداتي" وتوجيه الخدمة وتقريبها من المواطنين في كل مكان من الوطن؛ ونجحت في فرض الأمن والاستقرار وحماية الحوزة الترابية ونشر السكنية في ربوع الوطن ؛ونفذت توجيهات رئيس الجمهورية بخصوص عدم المساومة أو المجاملة في محاربة الفساد وفق مقاربة جديدة تعتمد مزامنة التسيير والتفتيش ، كما نال الاهتمام بقطاعات الاقتصاد الفعلي (الزراعة ؛ الصيد البحري ؛ الثروة الحيوانية ، البنية التحتية )؛ أولوية وعناية خاصة في برنامج العمل الحكومي وبهذا الخصوص تمت إعادة تأهيل القطاعات الحكومية وتنشيط عمل الجهاز الإداري ليضطلع بكامل عمله بوتيرة أسرع وفاعلية أكبر .
وإجمالا تم تحقيق نتائج مبهرة في فترة "مربكة" وحساسة بفعل جائحة هزت ودمرت الاقتصاد العالمي ، والقول بغير هذا ظلم وإفراط في ممارسة التشويه ضد حكومة ألزمت نفسها خدمة المواطن دون ضجيج ولا بهرجة سياسية .