يبدو أنّ قائد الانقلاب في مصر المشير السيسي، بات في طريقه إلى نهاية محتومة، لا أحد يتصورها سلمية أو طبيعية.
حاول السيسي، في البداية، أنْ يقدّم نفسه زعيما جديدا، لكن اتضح أنه ليس بمستوى الحكام العسكريين السابقين، ولذلك عرف الناس أنه ليس بمستوى عبد الناصر ولا السادات ولا حتى مبارك، بل هو مجرد عسكري متمرد لم يستطع الحصول على حد أدنى من الشرعية والقبول.
صار الرجل يقلل من الظهور في وسائل الإعلام، بعد أن كان "نجمها" المفضل، يوزع الوعود ويلعن حكم "الإخوان"، ويمارس شعبوية إعلامية ملونة. وصارت خرجاته الإعلامية القليلة كارثية وتعلن عن خوف كبير يعمر قلب الرجل ولاسيما بعد كل حادثة مدنية أو عسكرية، مثل مؤتمره الصحفي على خلفية أحداث السويس الأخيرة، حيث خرج السيسي مرتبكا وضعيفا، يستجدي الجيش والشرطة وجوقة الإعلام وغيرهم، وبدا غير قادر على التعبير عن ما في نفسه.
"الدولة العميقة" التي ساندته في انقلابه، باتت تتبرم من أفعاله وتصريحاته، وأصاب الملل غالب من حوله من طاقمها، أما لواءات الجيش فجلهم يلوذون بصمت مريب.
كشف التسريب الأخير، لحوارات السيسي مع رجاله، درجة الإسفاف واللؤم الذي بلغه الرجل مع الجميع، حتى مع داعمي انقلابه من الكويتيين والإماراتيين.، حيث وزع الشتائم والبذاءات على الكل، وكأنه ليس رئيس دولة، بل مجرد زعيم شلة في الحواري والأزقة.
زمام الأمور بات يفلت من السيسي، شيئا فشيئا، حيث سيناء، بوابة مصر الشرقية، تعيش حالة حرب حقيقية بين الأهالي والجيش، كرا وفرا، وهي في الغالب حرب سجال بكل المقاييس، يفقد فيها الجيش العشرات، وربما المئات، حسب بعض التقديرات، في كل عملية يقوم بها "أنصار بيت المقدس"، أو يتهم فيها مواطنون مصريون أبرياء.
النظام ينتقل من فشل إلى فشل، والحالة المعيشية في عهد تزداد رداءة وسوء، على نحو غير مسبوق، حتى في عهد مبارك، ما يشي بمقدمات انهيار مصري كبير قد يهز كيان الدولة، في حال ازدادت وتيرة الإضرابات والمظاهرات، وتصاعد الغليان الشعبي حتى في الأوساط التي كانت توصف بأنها داعمة للانقلاب و معارضة لحكم الإخوان!
هناك قناعة تتعزز، في أوساط المراقبين، من ساسة وخبراء، بأن مصر مقبلة على حدث كبير في الفترة القليلة القادمة، قد لا تتجاوز ما بين نهاية رمضان وعيد الأضحى، سيُنْهي السيسي ونظامَه ويفتح صفحة جديدة، قد يراجع فيها كل شيء، أو تدْخل مصر في نفق مظلم لا نهاية له.
ولله الأمر من قبل ومن بعد