مواطني الاعزاء
ايها الشعب الموريتاني الكريم
اخاطبكم عبر هذه الرسالة( الصوتية) ونحن نقترب من العيد الكبير
إخوتى
أخواتى
لم اظلل عيني بالشريط الاحمر خوفا اوانتفاخ سحر فليس لدي مااخفيه او اخاف عليه فلست صاحب سوابق
لم اسرق حديدكم ولاسمككم ولاذهبكم
ولا نفطكم ولانحاسكم ولامستقبل اجيالكم
ليس فى حياتى مايخجل حتى اتخفى أو استتر عنكم
لقد ظللت عيني لاننى لا اريد رؤية وجوهكم الحزينة فاقة وفقرا
ايها الاحبة
اعرف اننى كبش شجاع وابن كبش ونعجة عاشا بسلام وكافحا حد السكين ولكننى لا املك الشجاعة على رؤية وجه موظف بائس اوعاطل عن العمل كان وجهه إشارات مرور من طول تفكيره فى الخبز والارز واللبن والكوش وقرص الدواء وثياب العيد وحنة الخلطة وكبش العيد
لا استطيع التحديق فى وجه آلاف الفقراء الذين يحلمون بقطعة لحم للغذاء وليس للعيد والمباهاة
اعزائى
لست سعيدا هذه الأيام وزاد الألم علي لما أخبرنى ابن خالتى القوي الأقرن الذى بيع مع الآلاف من اقاربى وابناء جلدتى للسنغال بانه بيع لمواطن سنغالي بأقل من قيمة40000اوقية قديمة وانا الاقل منه لحما وشحما هنا فى مكان ما من العاصمة ( محكوم) عن فقراء بلدى ولايمكن شرائى بأقل من 80000اوقية قديمة
لاتدرون اننى( ابكى ولا أحد يرى دمعاتى) لهفة على فقراء يولون واعينهم تفيض من الدمع عاجزين حتى عن شراء دجاجة
مواطني الاعزاء
إن الأوضاع بالغة الصعوبة والناس تضج جوعا ومعاناة
وعندما يتكلم(كبش) ويسكت( عتروس) على غير عادتهما فمعنى ذلك أن الخطب جلل
سيداتى
سادتى
لاكبش يحب أن يذبح فنحن لدينا زوجات وابناء وتعلق بالحياة ولكننى اليوم مستعد لأن يذبحنى فقير فالفقير إذا ذبح كبشا معناه ان عشرات الفقراء سيتقاسمون معه اللحم وماقيمة الكبش اذالم يكن لحمه ترياقا للسعة جوع
لقد فهمت خارج بهائميتى معنى التضحية والإيثار على النفس لدى البشر هي فعلا قيم رائعة
ولن انسى صديقا لى رحمه الله تقاسمنا الزرائب والدركات والماء والزرع والكراطين وفرحة الزواج والإنجاب رفسنى ذات يوم وبالغ فى نطحى فغضبت قبل أن اكتشف أنه فدانى بنفسه فبيع وذبح بدلا منى وحده كان يعرف اننى محموم رغم ماابديه من تماسك لذلك ابعدنى ليسلم نفسه لمشتر فظ غليظ القلب
يومها ادركت معنى التضحية من أجل الآخرين
ايها الموريتانيون
قد لاتتزين موائدكم ومواقدكم هذه المرة بلحومنا فمثلا 80000 التى هي سعرى لايمكن لموظف تخصيصها لكبش فى ظل غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار وتفشى هذا الوباء اللعين
قبل ساعات غبش الفجر قلت لماذا لااهرب من الدركة ومن صاحبى واسلم نفسى لاقرب فقير لازرع بسمة على شفاه اطبقها الياس ولكن خشيت من أن يعتقد اخوتى واقاربى من الكباش والنعاج اننى اقود ثورة اوتمردا فتسود الفوضى ولست من تلك الطينة فجدى رحمه الله كان ايقونة تعايش وسلم يحثنا على تحمل الجفاف والذبح والسلخ وقدكان يقول إن السكينة العامة خط احمر وبتقويضها يتساوى مصير البشر والحيوان
لقدتعلمنا منه الصمت المطبق دون حاجة لقانون( ميمات) أو( رموز وطنية )
وما الذى سنقوله
السنا مقهورين يملكنا جائعون ينفذون الذبح قبل نقاش المه ومرارته وتفريقه بين الاب وابنه والزوج وزوجته
إخوانى
اخواتى
لعلى اطلت عليكم ولكن ادعوكم ختاما للصبر والتحمل ومواجهة الوباء والحفاظ على لحمتكم ووحدتكم ووطنكم فكما قال جدنا الحكيم( أذبح انا نعم يذبح وطنى لا)
نحن الكباش نمضى لا احد يهمه امرنا ولكن عزاءنا أننا ملتصقون بحبات رمل وطننا دماء وعظاما وذكرى
عيدكم سعيد