ولد صلاحي: كم آلمتني لحظة فراق أمي العاجزة وخالتي الواقفة كالتمثال

ثلاثاء, 2015-02-17 18:21

دخل الشرطيان وقالا لي إن المدير يطلبك في الحال .
قلت لماذا؟ قالا :لا ندري فقلت لهما ساذهب بسرعة للاستحمام وبعد ذلك سأذهب معكما انشاء الله .
قالا حسنا سننتظرك خارج البيت . يضيف محمدو:
كان رجال الشرطة يحترمونني لمعرفتهم بصدقي ودقة مواعيدي .
في الحقيقة منذ سننتين وانا تحت الإقامة الجبريه وكان بإمكاني الهروب من البلد في أي وقت شئت .طبعاً لم أفعل ذلك لأنه لا يوجد لدي مبرر لفعل ذلك لأنني لم أقترف أي ذنب. 
بعد الإنتهاء من الاستحمام لبست ثياب جديدة وأثناء ذلك استيقظت خالتي من النوم وحسب ما أتذكر لم تستيقظ أختي من النوم لحسن الحظ فقد كانت تعاني من اضطرابات في النوم في تلك الفترة.
يضيف محمدو: أستنتجت أمي بكل براءة قائلة لي :
قد يكون سسبب أستدعاء الشرطة لك هو أنك بالأمس نصبت جهاز (Parabol)فوق البيت .قد لا يريدونك أن تستقبل محطات عالمية:-).
ومن باب السخرية فقد ساعدني أحد الشرطين اللذان جاءا لأخذي قبل ذالك بيوم في تنصيب الجهاز(Parabol) مقابل أجر طبعا لأنه كان يشكو لي من قلة راتبه كشرطي ناهيك عن جلوسنافي البيت وعشائنا و تبادل أطراف الحديث الذي تخلله بعض المزاح.
لهذا السبب قلت لذلك الشرطي : أنا لم آتي بك إلى بيتي قبل يومين لتضعني اليوم في السجن .
فأجابني متبسما" إنشاء الله لن تدخل السجن أبدا.
يضيف محمدو:أظن اني لوكنت هربت لأرتاح الشرطة وبالأخص مديرهم من كثرة ما عانوه من سآل الأمريكان عني لكني كنت صادقاً مع الكل حتى آخر لحظة . 
و لأني في آخر تحقيق لي مع الأمريكان كان مدير DSE قد طمأنني و أهلي بأنه ليس هناك من مبرر للقلق لأنه ليست هناك أية تهمة موجة إلي اصلا. و هذا ما شجعني وأهلي للتعاون مع DSE .
من المضحك إن رجال DSE في موريتانيا وكما يسمون رجال المخابرات في الدول العربية هم من أكثرأنواع الشرطة المعروفين عند الناس وبهيئتهم يمكن التعرف عليهم من بعيد مما يستوجب على الدولة تسميتهم رجال الشرطة الجهرية وليس السرية. يتابع محمدو:
عندما خرجت من الباب كان أربعة من ال-DSE واقفين بجانب والدتي وخالتي .
كانت والدتي تتضرع بالدعاء إلى الله دون انقطاع وكانت خالتي أيضا مرعوبة لأنها ترى هذا المشهد لأول مرة في حياتها مما جعلها تقف دون حراك كالتمثال وشفتاها تتضرعان بالدعاء.
كانتا تنظران إلي نظرة عاجزوما أصعبها من نظرة. ياله من موقفٍ مؤلم أن ترى أعز الناس إليك يؤخذ أمامك بالقوة دون أن تستطيع مساعته بأي شيء ثم يختفي من امامك تماما كالحلم .
قال لي لاحدهم خذ سيارتك معك فنرجو أن ترجع اليوم إلى أهلك وجلس إلى جانبي أحد أفراد ال-DSE والسيارة الأ خرى أمامنا.
كنت أرى أمي وخالتي من مرآة السيارة وهما تدعوان الله لي و مع أول استدارة للسياره في نهايه الشارع اختفتاعني كالحلم .
الشرطي الذي كان يرافقني كان متأثرا قسمات وجهه تبين ذالك فقد قال لي: اتمنى أنا لاتكون لي أي علاقة بموضوعك هذا .طبعا لم أجبه
وتابعت قيادة السياره بإتجاه -DSE حتى وصلنا إلي سجن في مبنى وزارة الداخليه .كم أكره ذالك السجن و أرضيته المتسخة جدا, جدرانه المظلمه المخيفة والمراحيض المتسخة ذات الروائح الكريهه . 
أكره كل شيء هناك في هذا السجن .يضيف محمدو:
عند المدخل قال لي أحد المحققين إن مدير ال-DSE "المسؤول عن ملفي " في أسبانيا الآن وأن نائبه طلب رقم هاتفك الشخصي مني ولم أعطيه له . يضيف محمدو: 
قال ذالك ليوهمني أنه يريد مساعدتي . لكني أعلم أنه كذاب لأن رقمي الشخصي لا يوجد إلا عند مدير ال-DSE وهو في إسبانيا . 
كان نائب مدير DSE جالسا في مكتبه وعند دخولي عليه نظرإلي بإبتسامة مفتعلة كاذبة وتعابير وجهه تفضحه . 
قائلا لي: إن مدير ال-DSE في أسبانيا وسوف يعود بعد ثلاثة أيام وحتى ذلك الوقت ستبقى هنا في السجن !!!!
فأجبته بغضب وحنق لماذا !!!!
ألا يكفي ما فعلتم معي قبل?لقد مللت كل هذه اللعبة واخذي كل فترة 
من بين أهلي. ألم يكفي أني سجنت ظلما وبلا سبب واطلق سراحي قبيل فترة وجيزه بعد اكتشافكم خلو ذمتي من أي تهمة تذكر?
فحدق إلي بغضب وقال : 
لماذا هذا الخوف والغضب ? لم أعهدك تتكلم معي بهذه الطريقة.
ثم حدق إلي بغضب وملامحه تخفي الكثير ,,,,,,,,,,

يتواصل  
ترجمه من النسخة الألمانية: يحظيه ولد صلاحي

اقرأ أيضا