يستمر الاحتلال الصهيوني لأراضي فلسطين السليبة ويستمر عدوانه وإرهابه على غزة وأهلها الصامدين، ولم يتغير في هذه المرة من ملامح ليل النكبة المظلم سوى أن العدوان يتجدد والامة تعيش أحلك ظروفها الداخلية بعد سنوات عجاف غاصت سكاكين الفتن والعدوان في خاصرتها واثخنتها بالجراح ومكنت الاحتلال وعملائه في أجزاء واسعة منها، حتى لم تعد قضية فلسطين التاريخية إلا رقما من أرقام محنتها المتزايدة.
إن المقاومة الفلسطينية اليوم في غزة تخوض صمودها البطولي بشكل مغاير لما كانت تخوضه في فترات سابقة، تخوضه وهي عزلاء، فاقدة لكل سند أو دعم خارجي بعد أن تم القضاء على الأنظمة والقوى الثورية في الوطن العربي التي كانت توفر الدعم والسند المعنوي والمادي لمجاهدي وثوار فلسطين، بدءا بالتآمر على النظام الوطني في العراق 2003 وما تواصل بعد ذلك في بقية الأقطار على نحو مشهود إلى حد الآن، كما تم تفتيت الجهد الشعبي والنضالي للحركات الثورية العربية الملزمة لنفسها بالانخراط في قضايا وهموم الأمة الكبرى حين أدخلت طوعا أو كرها في نيران فتن وحروب داخلية مشتعلة اليوم في كل شبر من أراضي العرب والمسلمين على نحو لا يبقي ولا يذر.
إن الأحداث تؤكد أن العدوان الوحشي على النحو الذي نشاهده اليوم في فلسطين المحتلة من أراضي عام 1948 الى الضفة الغربية وغزة، هو تأكيد لسقوط دعوات السلام وتهافت الواقفين خلفها، كما تؤكد أنه لا خيار أمام الفلسطينيين في كل أراضي فلسطين إلا اعتماد المقاومة خيارا واحدا : نهجا وممارسة واستشهادا.
وإننا في حزب الصواب لنهيب بكل القوى الوطنية أن تستعيد المبادرة في هذه القضية،ـ قضية الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين ـ التي كانت عنصر وحدة واتفاق دائم بين كل مكوناتها من أجل الخروج في هبة شعبية عارمة وذات دلالة واضحة تضامنا مع شهداء غزة ، وبناء جبهة وطنية عريضة لدعم المقاومة ومواجهة الاحتلال تكون كلمتها الجامعة : المقاومة هي المقاومة والاحتلال هو الاحتلال، سواء في فلسطين أو العراق ، أو في أية منطقة أخرى من أراضينا تحت الاحتلال. وهي مناسبة لابد أن نحيي فيها ثوار العراق وهم يستبسلون في معارك تحرير بلدهم من الاحتلالين الأمريكي والصفوي.
عاشت فلسطين حرة أبية من البحر إلى النهر
عاشت المقاومة العراقية الباسلة من اقصى الشمال إلى أقصى الجنوب.
القيادة السياسية
نواكشوط 11 رمضان 1435 هجرية
09/ 07/ 2014