ما زال الدكتور السعد ولد لوليد يقبع في السجن المدني وراء القضبان منذ أشهر بتهم منها التحريض على العنف، ورغم أن الرجل ضويق لفترة طويلة إلا أنه يتحدى يتحدى كل ظروف السجن بتدوينات عن ما يسميه معركة التحرر الطويلة ضد الاستبداد، فكل يوم يطلعنا الدكتور على تدوينات وصور تثبت أن الرجل ما زال ثابتا على مواقفه حتى ولو سلب الحرية.
كانت آخر تدوينة يكتبها السجين:
"في صمته و سجنه يضحي و يحتفل ،،المناضل الشاب في عقده الثالث مع رفيقه في التضحية و الاستبسال من ٱجل القضية ببكر ياتم ،ولمن لا يعرف حننه ٱمبيريك صقر إيرا القابع في سجون الاستعباد و الذي يحتفل هذه للحظات بعيد ميلاده التاسع و العشرين ، ليكون ٱصغر سجين سياسي في تاريخي بلدنا و محطم رقم القياس كصاحب ٱطول مدة إعتقال في تاريخ قضية العبيد و ٱبناء لحرا طين إحدي عشر شهرا ،في صراعهم المرير ضد الظلم و التهميش و الاسترقاق ، الإسترقاق الذي يدفع الفتى حننه و في صمت و بعيدا عن الٱضواء و دون رياء و لا مزايدة و لا مفاخرة و لامن ، حريته و ربيع شبابه و ثمرة تحصيله العلمي و مستقبله الٱكاديمي ثمنا له و بنفس راضية و دودة و حنونة ، حننه المنحدر من قيعان الفقر و الحرمان في مسقط رٱسه في بوسطيلة و المرتوي من الثقافة البولارية و الصونيكية في بوگي حيث النشإة و كيهيدي حيث الدراسة و حيث تفتحت بداياته التحررية و الإنعتاقية ، حين تحدى الفقر و ٱبى للجهل وشق طريقه و بثبات نحو التحصيل العلمي و المعرفي و نحو التضحية و الفداء ، مقدما حرية بني جلدته على حريته يوزع المحبة و الإخاء على الجميع و يتمنى الخير للجميع ، الخير الذي دفع الخبير في الشؤون الحرطونية كما يحلوا لرفاقه و ٱترابه تسميته و كما يبذل هو الجهد الجهيد لإستحقاق ذاك للقب العظيم دافعا بدنه و صحته و حريته و وقته في سبيل ذلك ،حننه وٱنت تطفئ الشعلة التاسعة بعد العشرين من عمرك المديد إنشاء الله على درب الجدود و بساط الإنعتاق ، لا يسعنى إلا ٱن ٱعترف لك ٱنك تذكرني بشبابي و تطمإنني على مستقبل ٱجيالي ... من بوسطيلة إلى سيليبابي الى كيهيدي إلى بوكي إلى مزارع دار النعيم حيث دارت ملحمة العبودية العقارية و الحضرية و كنت و خليلك ببكر ياتم عنوانين لها .... كل عام و ٱنت بٱلف خير ... وسنة سعيدة ..... تزكية قليلة في حقك ٱيها الفتى الحرطوني حننه ٱمبيرك .
د/ سعد لوليد
نواكشوط. 22/02/2015
من غياهب سجن الإستبداديين ."