أغنية مشهورة في شوارع ازويرات هذه الأيام وهي شور "لبّه لبّه" أغنية توقظك في الصباح الباكر وكأنها تنبيه بوقت إضراب العمال.
أصبح الجميع في المدينة يحفظ هذه الأغنية وكلماتها عن ظهر قلب وأضحى الأطفال يرددونها في الأزقة وأمسى النسوة يرقصن على وقعها وهن يسمعنها لحظات استقبال المسيرات من كل أنحاء المدينة فمن الشرق يأتي قطاع 900 يتقدمهم "الجنرال" المشهور حاملا معه لافتاته المتضامنة، ومن الغرب يقدم 600 وهكذا تقع الاستقبالات وسط جو من الحماس والزغاريد.
نسوة المدينة يرقصن وينشدن الأغاني و"الأشوار" ويتبادلن التحايا ويزغردن لإخوتهم وأزواجهم وآبائهم المضربين عن العمل قرابة شهر من الزمن وكأنهم يبعثن برسائل واضحة الحروف والمعاني إلى إدارة الشركة مفادها أنهن صامدات مع ابنائهن وتحولت ساحة "ميدان التحرير" إلى حفلات للرقص والموسيقى يتجمع عليها كل ساكنة المدينة بكرة واصيلا.
حين يصعد النقابي أحمد ولد آبيلي إلى المنصة تزداد الرقصات العفوية وتقوم النسوة المتحمسات للإضراب أكثر من غيرهن إلى الساحة ويرفعن الزغاريد انتصارا لرجل أصحت خطاباته رمزا لنضال مدينة من الفولاذ الحديدي عصية على كل الابتزازات الممارسة على سواعد أبنائها..
وتمضي الأيام في مدينة العمال ولا يتمنى أحد أن يغادر أجواء الطرب والرقص، ويبشر أحد المتدخلين ذات مساء أن عدة زيجات وقعت أثناء الإضراب وأن أحدهم بين "بيظانية وكوري" وهذا من حسنات الإضراب على حد قوله.
مختار بابتاح ـ ازويرات شمالي موريتانيا.