لا يختلفُ اثنان في أنّ العلاقة بين السلطة و المعارضة تُعبِّرُ ، في كلّ مكان و زمان، عن مستوى الحياة السياسية للمجتمع، و من ثمّ عن درجة تقدّمه و ارتقائه.
و لا يختلف اثنان كذلك في أنّ القطيعة بين السلطة و المعارضة و انعدام الثقة بينهما و تبادل الاتهامات الصادمة، كما هي الحال عندنا، تُعبّرُ عن خلل هيكلي في نظام الحُكم، و عن حالة مرضيّة في الحياة السياسية...
حالة انْغلاق و انْسداد مَرَدّها أنّنا منذُ 1978 أمام سُلطة ترى في المعارضة عدُواً يجب الإجهاز عليه...و مُعارضة ترى في السلطة شرّا يجب استئصاله.
و مشكلة هذيْن الطرفيْن المتناقضيْن "تعادُمِيّا" لا تكمنُ في صعوبة التقائهما، أو التحاور بينهما، أو التناوب لأنّهما على طرفي نقيض فقط ، بل تكمن أساساً في أنّ أصحاب الطرف الأول لا يرون في الوضع شيئاً يحتاجُ إلى إصلاح ، وأصحابُ الطرف الثاني لا يرون فيه شيئاً يمكن أن يصلح ، وكلٌّ بما لديهم قانعون...
هنا مَكْمنُ الخلل !
من صفحة الكاتب على الفيس بوك