الوحدة الوطنية تجسدت في الغرام عند المجتمع الموريتاني، فالحب وسيلة للتقارب بين فئات الشعب الواحد، خلد شعراءنا الحسانيون الغرام الحدوي، وسطر حروفا من الغزل النظيف بين فئات في الظاهر متنافرة لكنها تتقارب في لحظات الحب.
ويبدع الشعراء البيظان في تخليد هذا الغرام بالمحبوبات المنتسبات إلى فئات أخرى، فهذه ديمي بنت آبه تغني في شورها المشهور "هايماني" تقول على لسان أحد الشعراء:
سبّتْ وجْدي == حرطانيَ
والدوله ديـ == ـمقراطيَ
أما الشاعر المبدع الطيب ولد ديدي فيصور نفسه لمحبوبته "الحرطانية" كما لو كان من فئة لحراطين باللون والصفة والعمل والجنس وحتى الاسم لا مانع عنده إذا كان سيحصل على المحبوبة يقول الطيب ولد ديدي:
كلتيلي يلْمنِكْ مزْهودْ== عنِكْ ما يلكالكْ موجودْ
ماهُ مسعودْ الِ محدودْ== ؤشقْرانْ الِ بيع المزْيانْ
غيرْ آنَ يبَاشتْ لغْيودْ== رانِ لكْ زدانَ غَفْلانْ
برْبارْ إلا برْبرْتْ انعودْ == ولَتيتْ انفاتِنْ فتانْ
ؤكومي من بوزاتْ اكعودْ== ؤمحزَمْتِ من فضلْ السبحانْ
مهرودَ وأتاشِ مهْرودْ == وكْحَلْ مانِ كيفْ البيظانْ
وانكدْ انعودْ اسمِ مسعودْ== وانكدْ اسمِ شقْرانْ
أما الشاعر المبدع آدبه ولد الشيخ ولد آدبه فكان يجامل أحد أصدقائه وينظر إلى زودته وهي ويقول فيها:
ذي لكويرية يخزيه = لا تميت أعلَ ذي الخبطَ
وأتركَب في عينيه = لا هي نستكور ما نبطَ
يا عباد الله الصالِ = حين كَومولي يرجالِ
كَوم لكويري بالِ = مرت بيه أبكَيت أفورطَ
مفات الليل ولالي = يرجالِ دور من معطَ
ملان بالي يبكَالي = بالي مغداه أمن المرطَ
ولا دورو لِ فالحالِ = نجبر يعمله لي شكطَ
ذي لكوريَ يخزيه = لا تميت أعل ذي الخبطَ
وأتركَب في عينيه = لا هي نستكور ما نبط
ولي فالدنيَ متمني = من شي كامل كَط أمكني
ولَ عنك كَط أشطني = نتان هون أو لا نبطَ
بيه إلي يسو مافني = ماكني ولا عندي غبطَ
ذي لكورية يخزيه = لا تميت اعل ذي الخبط
واتركَب في عينيه = لاهي نستكور ما نبط
مختار بابتاح