ولدت في عصر النضال ضد المستعمر ونشأت في كنف الكادحين وشعرائهم وثوراتهم، غنت ضد الامبريالية الجديدة، وأنشدت مع الشاعر أحمدو ولد عبد القادر:
"في الجماهير تكمن المعجزاتُ == ومن الظلم تولد الحريات"
جالست الأمير همام فال واستمع إليها كثيرا وكتب لها الأشعار وأطربه صوتها الذهبي حتى قال في أحد مجالسه المشهورة والمسجلة : إن زوجتي الآن حامل ومولودها القادم سأسميه "أبتي".
أبتي بنت الشويخ عاشت الطرب مع نجمتين سطعا في سماء الفن الموريتاني: الأولى المرحومة محجوبه بنت الميداح التي رحلت عن أبتي في بداية مشوارها، أما النجمة الثانية فمن لا يعرفها؟ النعمة بنت الشويخ شقيقة أبتي ورفيقة دربها طويلا.
تشهد ليالي الطرب المقمرة على لحن "آردين" هذا الثلاثي الذهبي المذكور في أغاني عدة محفوظة عند الكثيرين من قبيل "حكلل كيل" و"امّيريهْ" "أخباركْ ما تعطِ ذَ الفيدكْ عجلانْ".
غنت أبتي اشويخ في بحر "اسغير" الحساني أجمل ما كتبه شعراء البيظان في الغزل من قبيل :
اكبيل الدّحْميسْ بنتِ == ابْلكْ ذاك ابليسْ
يحْركْ بيْ ابْليسْ وانتِ== اكبيلْ الدّحْميسْ
خالك شمنْ الغيدْ غادِ == شي فيه أبّديهْ
خالكْ شمنْ الغيد غادِ== ما غادِ شي فيهْ
عن بوتِ لطيتْ ليلَ== لميت اشوييتْ
كيفْ الِ لميتْ ليلَ == عن بوتلميتْ
من أشهر أشرطة الفنانة المعتزلة أبتي بنت الشويخ شريط نادر معروف ب "أبتي اركيز" يتألف من عدة أغاني من بينها "والله ما نللّ يالو ليلَ والل ما تنباع" و "في الجماهير تكمن المعجزاتُ" و في نهايته تغني في لبتيت طلعة من أشهر ما قيل في شعر البيظان المقلوب "المكْفي":
كوليلي راجلْ جاكْ == أشدوّرْ هوَ ذاكْ
انتيَ مانكْ هاكْ == امرَ كاعْ اسْمينَ
وأوْعَرْ من شِ ملكاكْ == وادْخَيْنَ واشْوَيْنَ
وارْوَيْصكْ لمْشَكْرَدْ == حدّولكْ لوذَينَ
وافّيْمكْ كلْ ابْلدْ == منُّ فيهْ اسْنَيْنَ
في نهاية الثمانينات قررت الفنانة أبتي بنت الشويخ اعتزال الفن بشكل نهائي لأسباب شخصية، تاركة وراءها أرشيفا عصي على المصادرة فهي التي قضت سنوات تبحث عنه لكن محبي حتجرتها ظلوا يحتفظون بأشرطتها مثل هذا الشريط النادر في أغنية "اتبانْ ألا هيَ .."
ملاحظة: صورة الخبر من التلفزيون الموريتاني