ويمر عام آخر بدونك...هل حقا ذهب الحسن ولن يعود؟!في مثل هذا اليوم ودعت أنفاسك الأخيرةفي مثل هذا اليوم فارقتنا بدون وداع آه ماأمر الفراق!!لكن مهما طالت الأيام ومهماتوالت السنين ستبقي ذكراك عبيرا يفوح لن ننساك ياحبيب القلب لن ننساك يانور العين رحلت عنا ياحبيبي بدون أن نلقي عليك نظرة وداع أخيرةلن أنسي ذلك اليوم الذي فارقتك فيه إنه أمر الأيام وأصعبهالن أنسي كيف استيقظت في ذلك اليوم الساعة الرابعة استيقظت وأنا أحس بقلبي يخفق جلست أفكر لماذا هذه الأحلام المزعجة لاتدعني أنام مرتاحة منذ أسبوع وأنا أحلم أحلاما مزعجة طيور تسد سماء قريتنا طيور تملأ الفضاء وهذه الطيور تنطلق من بيتنا جال تفكيري كثيرا ماعلاقتنا بهذه الطيور لماذا لست مرتاحة من هذه الطيور رغم أنها طيور بيضاء جميلة لماذا تنطلق من بيتنا لماذا لماذا؟!لاأعرف أسئلة كثيرة تراودنيقمت من مكاني خرجت من المنزل السماء هادئة النجوم مضيئة الجو ساكن أحس أن شيئا سيقع لاأعرف ماهو ياربي ماهذا الإحساس سارعت أصلي لعل وطأت هذا الإحساس الغريب يزول عنيدقات قلبي تتزايد الوقت طويل والجو ثقيل أصبح الصبح صليت لماذا تتزايد دقات قلبي لماذا لاأستطيع النوماتكأت لعلي أنام أخذتني غفوة من النوم ولم يوقظني إلا صوت أمي تناديني استيقظت فزعة ماالأمر؟!قالت وصلت رسالة من الأخبار تخبر بسقوط طائرة عسكرية في مطار انواكشوط أخاف أن يكون فيها الحسنأخذت في تهديئي روعها سارعت في أخراج الصدقة وقلبي تتسارع دقاته ومع ذلك أحدث نفسي وأقول الحسن لن يموت الحسن الله يعلم حاجتنا للحسن ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا !أخذت أمي تتصل لعله يأتيها بخبر يهدئ من روعها بعد أن وجدت هواتف أخي مغلقة وسارعت أصلي وأسأل الله ألايكون الحسن دقات قلبي تتسارع في الصلاة لاأعرف أحس بأن شيئا حدث وأني أغالب أمرا حدث ولكن بالتأكيد لن يكون الحسن أكيد ياربي لاتخيب رجائيجلست بجوار أمي وأناأهدئ من روعها ولكن هيهات فقلوب الوالدين هي أول من يحس جلسنا ننتظر الأخبار من والدي لعله يتصل بنا ويخبرنا بسلامة الحبيب مازال لدينا خيط أمل بسلامته أتت رسالة من الأخبار تخبر بأن قائد الطيار توفي واسمه الحسن البشير قلت لها ليس الحسن إذا لكنها لم ترتح أتي الإتصال من والدي توقفت قلوبنا وكأنها لحظة سكن فيها كل الكون وكانت المفاجأة رفعت والدتي الهاتف عن أذنها وهي تراجع فلم أفق ألاوأناأعانقها وأراجع معها نظرت ألي أختي وهي تصرخنظرت إلي الأرض وقد تغيرت أحسست كأني قطعة حديد من التصلب نظرت إلي أمي الصابرة وقد كاد صراخ أختي أن يؤثر عليها واسيتهاأخذت أطلب من أختي أن توقف الصراخ أو تخرج عنا فما ازدادت إلا صراخاوازدادت دموع أمي فيضانا أخذت بصورة لاشعورية أضرب و أجر أختي لكي تبتعد عن أمي حتي لاتؤثر عليها وفي تلك الأثناء تسارع الناس إلينا ذهبت وجلست وحدي وأنا أقول في نفسي بالتأكيد ليس الحسن هو من مات أكيد سيرجع إلينا خدمة الأخبار لم تقل بأنه الحسن بالتأكيد والدي ليس متأكدا أرجع وأمسح دموعي وأقول إذا إذا لم يكن هذا الحسن فلما البكاء كل إنسان سيموت طبعا ولكن الحسن سيطول عمره إنه ابننا الوحيد ياربي ياربي ولكن لماذا والدي لم يتأكد من الحسن لاأعرف لاأعرف حتي نفسي لم أعد أعرفها لم هذا التناقض الحاصل فيها لماذا تدعين وأنت متأكدة أن الحسن سيرجع ومع ذلك تبكي واانت تحسين بأن شيئا وقع للحسن!تسارعت الأحداث واختلطت الأصوات بين من يقول مازال هناك امل بأن أهل الطائرة احياء وبين من يقول لافقد فقد الأمل وبين نفسي التي تقول الحسن سيأتي إلينا سالما مبتسما ويعانقنا ونعانقهأصوات البكاء هنا وهناك والناس تواسيني وأنا أنظر بدون إحساس أتت الناس إلي قريتنا أفوجا وجماعات لقد كنا في الصلاة عليه عظم الله اجركم في مصابكم هم الآن يجهزون قبره في المقبرة سارعت إلي المقبرة. هم بالتأكيد لايدفنون الحسن كيف أستطيع إقناعهم بذلك؟انا متأكدة بأن ربي لن يخيب رجائي وسيرجع الحسن لكن كيف أقنعهم سيقولون أني مجنونة بالتأكيد! سارع الرجال يمنعونني من الإقتراب من قبره لكن اابيت إلا ان أنظر نظرة وداع لمن يدعون أنه الحسن! وفجأة نظرت بجانب القبر هاهو الحسن إنه الحسن يقف هناك إنه ثوبه الذي يلبس في العمل إنه طول الحسن ولون الحسن خفق قلبي من الفرح هاهو الحسن علي قيد الحياة ومع أول خطوة خطوها نحوه التفت إلي إنه ليس الحسن إنه زميل الحسن في العمل! توقفت في خطوتي أخذ خالي بيدي يقودني إلي المنزل لاأعرف كيف خطوة الطريق لاأعرف كيف قضيت تلك الأيام كنت أجالس الناس جسدا بلا روح وكنت أسلي نفسي بأن الحسن سيرجع وسيفاجئ الجميع برجوعه وهاقد مضي عامين ولم يرجع ولكني متأكدة بأن ربي سيجمعني بالحسن في الفردوس الأعلي من جنته إنه علي ذلك قدير صفحة عيشة مولاي عباس