لا بد أن يشعر الإنسان بدفئ وطنه لتكتمل وطنيته و تضحيته في سبيل ذلك ؛ صراحة إنقاذ الطفل ريان في الشقيقة الشمالية جيش مشاعري و حرك في مياه راكدة و أنا أرى العشرات أو المئات من المواطنين في بلادنا يموتون حتف أنوفهم بؤسا و فقرا و مرضا ... في ظل تهالك و انعدام البنى التحتية العمومية الصحية و التعليمية و المدنية .... لكن سأحاول بكل ما هو متاح أن أكون منصفا - رغم عدم إستحقاقية الموقف لذلك - لا يمكن تحميل نظام فخامة رئيس الجمهورية الأخ محمد ولد الشيخ الغزواني لهذه التركمات و إن كان يعمل بجد على لملمة الموقف و التشبث بإسعاد مواطنيه و صاحب ذلك اختلالات سأبينها لاحقا ، و بكل تجرد أرى أننا لا زلنا في إرهاصات النشأة لما نقدر بعد على تكوين جيل إداري موريتاني مؤمن بقيم الجمهورية و يعمل فعلا وفق ذلك خاصة في أجيال الثمانينات ... و إنما تطغى الأنا و المصالح الضيقة في غالب الأحيان على التسيير و ما التعيين من خارج الوظيفة العمومية على مواقع فنية و حساسة إلا أحدى أكبر تجليات الزبونية و تحكم لوبيات خارج الأسلاك لا كفاءة لها في مختلف القطاعات الحكومية ....
صراحة سيدي الرئيس أملنا فيكم كبير و لذلك ما يبرره طبعا من تنشئة و كفاءة و تجربة و حكمة و بما أنكم الأب لكل المواطنين أشعركم أن الطبقة الإدارية الشابة عموما و أصحاب الكفاءات منها خصوصا يشعرون بإحباط و فقدان أمل في بناء وطن بسواعدهم يسع الجميع و يجد فيه ذاته ، بعيدا عن تدوير أشخاص و جلب آخرين جدد لا يتمتعون ضرورة بالقيم المطلوبة رغم أن الدولة الموريتانية كونت آلاف الشباب في كل القطاعات قادرين على حمل المشعل كفاءة و سلوكا لكنهم وجدوا أنفسهم في ظل هكذا ظروف لا دور لهم في مختلف المرافق الإدارية .
فخامة رئيس الجمهورية الأخ محمد ولد الشيخ الغزواني أنتم خاطبتم الشباب بصفة مباشرة لأنكم تعلمون يقينا أن الأوطان لا تبنى إلا بسواعد الشباب و تضحياتهم و يقظتهم أرجوكم أن تأخذوا في الإعتبار إشراك الشباب في العمل الحكومي و السياسي مع الإبقاء طبعا و ضرورة على أصحاب التجربة و الكفاءة و النزاهة من الأجيال السابقة .
إن ما نلاحظه اليوم من تأخر في إنسيابية مشاريع الدولة هو نتاج طبيعي لتحكم لوبيات لا أخلاقية كما أسلفت في تلك القطاعات الحكومية .
ختاما أنا مع خيارات رئيس الجمهورية الأخ محمد ولد الشيخ الغزواني الذي أرجو أن لا تنطلي عليه الأمور و لا تتفلت عن طور التحكم ؛ لكنني أطلب منه و أنتظر المعيارية و إشراك كافة النفعة الإدارية من أبناء وطننا الحبيب لأن المحرك بالزيوت الرديئة لا يتوقع منه كبير مردودية و البرنامج الإنتخابي لرئيس شامل لتطعات مواطنيه لكنه يتطلب كفاءات قادرة على ذلك .