علمت بالمصاب الجلل بوفاة الأخت رائعة بنت عبد العزيز، فتذكرت أن مما يحمل الإنسان على التجمل تذكره أنه هو أيضاً سائر في هذا الطريق، فمدة بقائه في الدنيا محدودة ولم يأتها لينال فيها كل مبتغاه، فإنما ذلك في الجنة، فهذه الدنيا لا يمكن أن تأتي على وفق المراد المطلوب.
ومكلف الأيام ضد طباعها * متطلب في الماء جذوة نار
وتذكرت قول الحكيم لبيد:
وما المال والأهلون إلا وديعة * ولا بد يوماً أن ترد الودائع
لذا لم أجد قولا أحسن في التعزية من البيتين المنسوببن لعلي بن أبي طالب:
إِنّا نُعَزّيكَ لا أنا عَلى ثِقَةٍ * مِنَ الحَياةِ وَلَكِن سُنَّةَ الدينِ
فَلا المُعَزَّي بِباقٍ بَعدَ مِيتَتِهِ * وَلا المُعَزِّي وَلَو عاشا إِلى حينِ
وقول الأعرابي لابن عباس:
اصبر نكن بك صابرين فإنما * صبر الرعية عند صبر الراس
خير من العباس أجرك بعده * والله خير منك للعباس
هنيئا للمرحومة جوارها لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم في الحياة وفي الممات، وجوار والديها في البقيع الطاهر رزقنا الله وإياها وإياكم جوار المصطفى صلى الله عليه وسلم في الجنة، والشرب من حوضه شربة لا نظمأ بعدها أبدا.
أرجو أن تبلغوا تعازي لجميع أفراد الأسرة دون استثناء جملة وتفصيلا
أحسن الله عزاءكم، وعظم أجركم، وغفر لميتكم، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
أخوكم وصفو ودكم الشيخ أحمد ولد محمذن فال