اعتبر وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، أمس السبت، أن التهديد الإرهابي في إفريقيا أصبح "أكثر عدوانية"؛ لظهور جماعات جديدة تهدف إلى نشر الفوضى.
جاء ذلك خلال كلمة في القمة الاستثنائية للاتحاد الإفريقي حول مكافحة الإرهاب والتغييرات غير الدستورية للحكومات في إفريقيا، التي افتتحت أعمالها اليوم السبت، في مالابو عاصمة غينيا الاستوائية، وتستمر يوما واحدا.
وقال بوريطة إن "التهديد الإرهابي في إفريقيا أصبح أكثر عدوانية، مع ظهور جماعات جديدة تتكيف مع الاستجابات الوطنية والإقليمية، لنشر الفوضى واستهداف الاستقرار".
وأشار إلى أن "منظومة الإرهاب تتطور لتصبح صلة وصل مؤكدة بين الإرهاب والانفصال والجريمة".
وأضاف أن "الخوض مرة أخرى في هذا الموضوع المتمثل في الإرهاب والتغييرات غير الدستورية للحكومات يعكس مخاوف مزدوجة، تتمثل في توالي الأزمات وترابطها ولا سيما الأمنية منها".
وأوضح أن "التطور الواضح للإرهاب في القارة الإفريقية يأتي عبر استغلال كل المآسي التي تتحول إلى عوامل مغذية له مثل عدم الاستقرار وانعدام الأمن والهشاشة والانفصال".
ودعا بوريطة إلى "عمل قاري استراتيجي حقيقي ضد الإرهاب"، مشددا على أنه "لا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال نهج شامل ومتكامل يقارب بين العمل الأمني والعمل الاقتصادي والاجتماعي، والعمل الثقافي والديني".
وحث الوزير المغربي على "عدم إهمال أي فضاء سياسي أو عملياتي، وأي مصدر للتوتر وطنيا كان أو إقليميا، وقبل كل شيء، لا ينبغي ترك أي بلد وحده".
وكانت وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند، أفادت خلال جلسة للتحالف الدولي ضد "داعش"، بمدينة مراكش المغربية في 11 مايو/ أيار الجاري، أن "إفريقيا شهدت 500 هجوم إرهابي في 2021 خلفت الكثير من القتلى"، مؤكدة أن الإرهاب يشكل تهديدا حقيقيا في غرب إفريقيا والساحل.
وكان بوريطة، قد كشف خلال الاجتماع ذاته أن "48 بالمئة من الوفيات بسبب الإرهاب كانت بإفريقيا جنوب الصحراء عام 2021، وذلك من إجمالي وفيات العالم، حيث تم تسجيل 3461 قتيلا".
واعتبر أن "غرب إفريقيا والساحل هما أكثر المناطق تضررا، حيث يوجد أكثر من 1.4 مليون نازح داخليا بسبب المواجهات المستمرة".