...... وهل جربت يا فاطمة العرافة طريق غار العنصرة هذا؟
أبدا. وتبدو لي فكرته غير معقولة ... اعلموا أن الغيوم الصيفية الخفيفة: "آمريك" ، تسير شرقا إلى أن تصل بحول الله وقوته بحر النيل في مصر، فتشرب منه، ويسوقها الملائكة بعد ذلك إلى حيث يشاء الله! وأبدى السامرون تعجبهم مما قالت العرافة هازين رؤوسهم. وأحست ردة فعلهم، وتحمست للكلام، وتابعت:
إن جدي الرابع كان رحمه الله وليا من أولياء الله أصحاب الخوارق. وحج بيت الله الحرام مرة، وفي طريق عودته رأى مزنا تشرب من النيل، وسأل إحداها عن اتجاهها، فأجابته إنها ذاهبة إلى أرض "القبلة" ، قريبا من نهر السنغال، وركبها وسارت به حتى نزل منها، مع المطر، بين حقول أهله ومواشيهم!.
وتكلم ديلول من جديد، وقد أحس خدر النعاس يسري في عينيه:
وهم أيضا أولا عبد الرحمن عندما ينتصف شهر (أغشت) ولم تنزل أمطار الخريف يدأبون على صلاة الاستسقاء كل يوم.
وأنت لماذا أصررت الليلة على أن تتمسك بزعمك القائل إن الغيث سيأتينا قبل إبانه؟!.
سمعنا فقط ممن سبقونا للحياة، يروون بدورهم عن من سبقوهم، أن الرياح الندية عندما تحمل الحصى ـ طاردة ريح الشمال، في فصل الصيف ـ دلائل المطر ... وتجاربنا مع الحياة تبرر صدق دعواهم.
... يتواصل