رسالة إلى مفتي الديار الموريتانية/ عبد الله ولد ألويمين

ثلاثاء, 2015-04-21 14:12

إلى ولد حبيب الرحمن..

بسم الرحمن الرحيم والصلاة على نبي الله العربي الهاشمي الكريم وسلام على آله الأكرمين الطاهرين، والحمد لله الذي لم يجعل الدنيا دار خلود وجعل للعالمين يوما عنده يختصمون وله المنة أن من علينا بالإسلام وجعل بعضنا لبعض سندا، ناصحا وراشدا، يأمره إن أنكر وينصحه إن هو غفل..

وسلام على الذين من عباده يسمعون القول فيتبعون أحسنه فلا يأخذهم كبرياء في الرجوع إن حادوا ولا في الحق إن خطبوا.

أما بعد

أعز الله إمامنا ورفع قدره بالحق سامقا وأبقاه ذخرا للناس ومصباحا نور يبدد ظلام الضلال والفجور.

إنكم لتعلمون يا شيخنا أن الناس عند الله سواء أنزل في محكم كتابه (ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء.) وقال رسوله الكريم كلكم من آدم وآدم من تراب، وفي أرضنا من ضعاف النفوس شأنه كشأن سائر الأمم من لم يفقه من الدين حجة تنسف عنه روح الجاهلية وتهديه طريق التقى ، يرى بعض الناس خيرا من بعض وبعضها أرفع من بعض لنسب وقربي أو لعمل والد صالح، هؤلاء يا شيخنا وإمامنا ومفتي بلادنا أنتم منازلهم التي تهديهم طريق الهدي كالسفن في يم البحر إن أديتم أمانتكم وعدلتم في الإنكار فعند الله الجزاء، وإن أخذتم باجتهاد يصيب بعضنا منه ضررا ويرفع بعضنا فعليكم وزره والله يجمعنا وعنده الخصام..

أيها الإمام غفر الله لي ولكم، إنكم لتذكرون يوم أساء الكافر ولد أمخيطير أعاذني الله وأمة الإسلام مما أصابه ورفيقه، كيف خطبتم وشددتم الخطبة وأفتيتم فأغلقتم الفتوى ولم تحكموا إلا بما أنزل الله وأنا على ذالك من الشاهدين، فخرج المنكرون بعد خطبتكم وضجت الأرض بالمؤمنين وعلى خلفية ذالك مسنا وأهلنا الضر بنقص في التبيين بإبرائنا من فعل المرتد، فأخذ الناس شريحة لمعلمين بجريرة ذالك الزنيم إلى يومنا هذا ونظموا فينا القصائد يتناقلها الركبان من انواكشوط إلى جدة وإلى أبي ظبي، وفي مجالسهم يا إمامنا يرددون

يا رب ذل لمعلم.. كتلو كتلَ شينه
رب وانت تعلم .. عنو ساء اعلين.
وزادنا احتقارا على احتقارنا الموروث من قرون وأمسى لسان قومنا (فعلها اليهودي ابن اليهودي) ولا أذكر يا إمامنا أطال الله عمركم أنكم برأتمونا يومئذ من زيغ ذالك اللعين الكافر كما برأتم ولد محمد المامي اليوم فزاد احتقارهم القديم النا احتقارا فأخذنا الناس بجريرته وحسبنا الله ونعم الوكيل..

أما وقد قدر العدل الحكم المقسط بمشيئته في أزل خلقه أن اهتدي فتى من علية القوم لسبيل الكفر والعياذ بالله بسب نبينا وسب الذات الإلهية واتهام أمنا عائشة رضي الله عنها بما تخجل الشياطين والصبيان الذين لا يفقهون مفردة قوله، خطبتم فينا وأنا على ذالك أيضا من الشاهدين واصفين هذا اللعين الجديد بالصبي المسكين الذي يجب أخذه إلا إذا تاب، فبرأتم أهله واستحضرتم لاتزر وازرة وزر أخرى فأخذت الدهماء قولكم وظنت أنكم تلتمسون له أحسن المخارج وهو في رأيين لا اجتهاد معهما رأي يقتل ولا يستتاب فيه ورأي يستتاب ويقتل حدا، فلم ينكروا فعله كما فعلوا قبلا، ولم يتظاهروا وقد زلزلوا الأرض عندما أساء للمصطفى فري من أقاصي الفرنج، وكلما أعادت اليهود والنصارى فعلتها اشتعلت دروبنا غيرة على ديننا ونصرة لنبينا إلا اليوم فقد هدأت النفوس لأن المسيئ من علية قوم منهم الصالحون، وما أظنه عن ابن نوح ببعيد، فظلم معشر لمعلمين بهذه الخطبة وما جاء فيها من التخفيف فلم يشهر بالكافر ولم ينكر فعله بل إن ضعاف النفوس في الشارع اليوم لسان قولهم (إنه ابن الشيخ محمد المامي وولد حبيب الرحمن قال إن لم يتب...) .
يا إمامنا وشيخنا ونجم علمنا الثاقب وسراج علم الله الوهاج إتقي الله فينا وتمثل غدا بين يدي ربك يسألك لما لم تعدل في الخطب وإنكار المنكر؟..

لما لم تعدل في الخطب وإنكار المنكر؟

لما أبرأت عدوي من أهله ولتمست له المخارج وشددت ولم تبرأ ذاك العدو من أهله لمعلمين.

لقد نصحت لك يا شيخي وما أبغي إلا وجه الله.. فإن شأت فاخطب في الناس وساوي بيننا في الإنكار والبراء، والثناء والتحريض على الكافرين، وبين أن لا مخرج لهذا السفيه إلا القتل حدا لايشفع له إن كان ابن محمد صلى الله عليه وسلم أو كان ابن عيسى ابن مريم، وبين حق الله بتكذب ما يسود منذ قرون حول إمامة لمعلم وحول الحديث المكذوب لا خير في الحداد ولو كان عالما، أو أكده لنا إن كان حديثا لرسول الله صحيحا.. وإن شئت فمزق هذه الصحيفة التي تقرأ في يديك أو تقرأ لك وامضي قدما لكن الله بصير بالعباد.

اللهم هل بلغت اللهم فاشهد. اللهم هل بلغت اللهم فاشهد. اللهم هل بلغت اللهم فاشهد

والحمد لله رب العالمين

اقرأ أيضا