قدم رئيس حزب تكتل القوى الديمقراطية أحمد ولد دداه، أمس محاضرة، في ثاني جلسات منتدى الجزيرة التاسع في الدوحة، بعنوان:"أربع سنوات على الربيع العربي".
واعتبر ولد داداه في محاضرته أنه وبقدر ما فاجأت الهبّة الشعبية(الربيع العربي) الحكام والأنظمة المستبدة، بقدر ما وحّدت ردود فعلهم، التي كانت شرسة، للدفاع عن أنظمتهم، كما تعودوا خلال الستين سنة الماضية.
غير أن ذلك - يضيف ولد داداه - لم ينجح هذه المرة في تفادي سقوط أربعة منهم في تونس ومصر وليبيا واليمن، بينما أوصل الخامس في سوريا الأمور إلى حرب طائفية تتجه إلى أن تكون أهلية، نتيجة استعماله قوة الجيش لسحق المظاهرات السلمية.
وقال ولد داداه، إن ، القاسم المشترك بين أربع من هذه الدول الخمس (مصر وسوريا وليبيا واليمن) هو التوريث الذي كان إما طبق وإما قيد التطبيق في هذه الجمهوريات، فكانت الهبة الشعبية ضد الاستبداد فيها أكثر شراسة وقوة من أي مكان آخر.هذا في وقت نجح بعض الأنظمة العربية في إدخال حد أدنى من الإصلاحات التي لبت بعض مطالب الشعب، فهدّأت الجو مرحليا".
وأضاف ولد داداه:" غير أن ما شكَل صدمة مؤلمة، كان حجم الهوة القائمة بين تطلعات القوى الثورية الشعبية المنتصرة، والواقع، سواء من حيث قدرات الثوار على الاستيعاب والقيادة، أو من حيث الوعيُ الجماهيريُّ، وقوةُ الأحزاب والتنظيمات السياسية والاجتماعية، ذاتُ الدور الأول في قيادة عملية الانتقال إلى نظم ديمقراطية".
وخلص ولد داداه في عرضه للقول:" نعم، لقد نجحت الأنظمة المستبدة جزئيا في التقاط أنفاسها، حيث أجهز بعضها على الثورة والثوار، ويستعد الباقون، منفردين، ومتضامنين، بدعم قوى الظلام وأمواله، للثأر، عبر إشعال الحروب الأهلية والطائفية، واستعداء العالم للإسلام وخاصة منه السني، في عملية سباق مع الزمن لاستعادة زمام المبادرة والعودة بالتاريخ ستين سنة إلى الوراء، إلا أن الواقع يجعل مصير هذا الحلم الفشل، لأن الشعوب قد بلغت درجة عالية من الوعي، وهي مصممة على أخذ زمام الأمور بيدها، لتقرر مصيرها، بعد أن كسرت حاجز الخوف، جاعلة من الصمود الأسطوري لشعب فلسطين أمام الاعتداءات العسكرية الهمجية الإسرائيلية على غزة، والاغتيال والقتل والقمع والاعتقال في الضفة والقدس، المثالَ الذي تقتدي به".
الأخبار