أين هو تويتري لم تُكفِّره السلفية التويترية أو المتفسبكة؟ إن وُجد فإنه يُخاطر بأن يكون منهم. وهذه بوشية، ولكنّها منهم. فمنطقهم يقول بأن من ليس معهم فهو ضدّهم. ويَظهرُ العبد لله في قائمة هؤلاء لعتاة الكفار بشكل منتظم. ويوجد في القائمة كُلٌّ من زعماء حزب وتواصل وثلاثة أرباع هيئة العلماء الموريتانيين. وبطبيعة الحال فإن العبد لا يُجاري هؤلاء في الورع؛ ولكنه لا يجاريهم في السياسة أيضاً (هذه بتلك) smile رمز تعبيري
"يا عزيزي كُلُّنا لصوص".
ويُكفّرُ هؤلاء على اجتهاداتهم. ولكن السلفية التويترية والمتفسبكة لا تقل اجتهاداً عن هؤلا، لا في ترتيب أولوياتهم ولا في قياساتهم. وهنالك سلفية تويترية فتّانة ووالغة في العرض وافتئاتية وتعريضية (لنستخدم بعض مصطلحاتهم)؛ وبعضها لا يستريحُ من الحرابة اللسانية إلاّ بالغزل والنسيب.
ولكن التويتر والفيسبوك لهم بالمرصاد. ومؤخراً بدأ سياسة الإشهارات التجارية على الحسابات؛ فأصبحتَ ترى السلفي العظيم وإذا بتغريداتِه تضُمُّ إشهاراً للخمر القاني والصهباء المعتّقة والصرخدي الصافي والمدامة السكوب والنبيذ السلسبيل من جوني والكر وهنكن وروسو. وكأنك في مجالس عمرو بن كلثوم وامرؤ القيس أو آل كابون. ويمكننا التبكيت بأن:
ترى السلفي فتـــــبجِّلــه
وتحت الثياب خمري دهور
وبطبيعة الحال فنشريات السلفية أكثر تدويخاً من دنان الخمر المعتقة. ولكن لماذا لا ينسحبون؟ لأنّهم يجتهدون بأن الضرورات تُقدّر بقدرها؛ وأن المنافع "الدعوية" (بما فيها التكفيرية) أولى من المضار التشهيرية (بما فيها حمل الخمر).
إذاً، بالنهاية فالسلفيون، مثلنا، يعرفون كيف يرتجلون ويجتهدون ويحتكمون لمنطق حُرْ. هذا ما ينكرونه على غيرهم.
المشكلة ليست أنّهم غير صالحين؛ بل إنّهم راضون.
وأن أقم الصلاة.
نقلا عن صفحة الكاتب على الفيس بوك