لا حظت مؤخرا تطورا كبيرا على مستوى الإذاعة الموريتانية العتيقة تلك الإذاعة التي ورثت الكثير من المشاكل البنيوية والتي طالما كانت بحاجة لمعدات تتماشى مع الزمان والمكان رغم الميزانية المرصودة والإعلانات الميسرة والكادر البشري المتزايد بفعل السياسات المتعاقبة .
لأول مرة تسعى إدارة الإذاعة الموريتانية لنقص الميزانية والعمل على توفير الضروري من الوسائل اللوجستية والكادر البشري المحترم الذي يجب السكوت عنه بفرض نخبة شبابية العمر والفكر قادرة على المساعدة من مكانها وحسب تخصصاتها المتشعبة تشعب البرامج المتنوعة .
اليوم تثبت الإذاعة أكثر من أي وقت مضى أنها إذاعة الجمهورية الإسلامية الموريتانية ببرامجها الدينية الإذاعية وعبر قناة المحظرة ذائعة الصيت بما فيهما من أئمة قادرين على التوصيل ومن صحافة مثيرة للمواضيع بغية الفهم الصحيح للإسلام والتوعية والتثقيف والتسليح ضد سرطان الغلو والإرهاب ومحاربة البطالة والهجرة .
تزينت الصورة داخل الإذاعة وبات كل شيئ واضح بعد كل تلك البعثرة التي كانت مزمنة خلال العقود الخالية حيث تم جرد الرسميين والعقدوين والمتدربين وظهرت قناة المحظرة الشنقيطة الوسطية التي دخلت كل بيت موريتاني دون استئذان، ويجري الحديث هذه الأيام عن فتح قناة الفتوة للنزول عند أذواق وتطلعات الكل دونما غبن والحفاظ على جمهور الدولة الواحدة ، وإن كانت المشكلة التي يعاني منها الزملاء في الإذاعة هي تأخر الرواتب فحسب بعد غياب الإقصاء بدمج نخبة شبابية واصوات كانت تحت الطاولة واكتشافها بعد أن كانت مضمورة في تلك الأزقة المغبرة ذات يوم ، بالإضافة لضرورة ضخ دماء جديدة في قطاع الأخبار الذي لايزال ينتظر ربما وقتا لمحو فكرة الولاء الساذج الذي لا يخدم أكثر مما يثير اللغط نظرا لسياسة التحرير غير الناضجة وغير القابلة للتلاعب بالمستمع وضمه بالإهتمام لشغله الشاغل والإنتصار للقضايا العادلة وتبيان بعد ذلك الأوجه المختلفة للمشاريع التي تستهدفه . فهنيئا لكل الزملاء الذين صبروا وصمدوا حتى حانت لحظة رد الجميل والإعتراف لأرقاء قدر لهم أن ان يستعبدوا في فترة الحزب الواحد والنخبة المحدودة ولم يعد القصاص لهم بالمطلب لبشاعته بل المصالحة بعد تبيان أنه في عالم اليوم هناك من ينصف وإن كان المخلص قادم من الداخل وربما كانت تلك هي شفرة السر وراء جملة الإصلاحات في فترة قصيرة .
للحديث بقية …..
سيد أمحمد أجيون